أنا الخبر ـ الصباح
هو نصاب محترف، وجد أستاذة جامعية فريسة سهلة، لتجريب وصفات سحر وشعوذة عليها، ما تسبب في تسميمها، كما استولى على مبالغها المالية، بعدما أوهمها بالزواج، لكن سقوطه أنقذ فتيات أخريات من النصب بالطريقة ذاتها، وتبين أن للموقوف سوابق في المجال ذاته، ويقدم نفسه لضحاياه باسم “الحاج العلوي”.
داخل محطة القطار أكدال بالرباط، التقت أستاذة جامعية تدرس بإحدى الكليات التابعة للبيضاء، بنصاب أوهمها بأنه مهندس بشركة الخطوط الجوية الفرنسية بأمريكا. ظنت الأستاذة بأن الموقوف التقته بإحدى المؤتمرات العلمية، فتبادلا أرقام الهاتف، وقدم لها نفسه باسم “الحاج العلوي”.
تجددت المحادثات الهاتفية وعبر تقنيات الدردشة بين الدكتورة الجامعية ومحترف النصب، فتطورت العلاقة بينهما إلى فكرة الزواج.
الحديث عن الدين
وجد النصاب الأستاذة الجامعية غير المتزوجة فريسة سهلة للإيقاع بها، فكان كثير الحديث عن الدين، ويخاطبها بجمل وأفكار ذات حمولة دينية قوية، ولا يتردد في تلاوة أحاديث نبوية وآيات قرآنية أمامها. صرحت الأستاذة أمام ضباط الشرطة القضائية بأن النصاب كان يغلب الجانب الديني ولو في القضايا البسيطة، فاقترح عليها الزواج وبرغبته في استكمال دينه. وبعدما فكرت جليا دخلت معه في الموضوع، وذات مرة طلب منها توفير الوثائق الخاصة بعقد القران، كما تسلم منها جواز السفر للحصول على تأشيرات شينغن وزيارة بلدان أروبية فور الحصول على عقد النكاح، طالبا منها اعتبار نفسها زوجة له، ما يحتم عليها طاعته وتلبية متطلباته المالية والأسرية.
تجددت سلسلة اللقاءات والاتصالات الهاتفية والرسائل النصية وكذا عبر تقنية التراسل الفوري “واتساب”، فتحولت هذه اللقاءات إلى أحاديث غرامية بينهما ودعوات للمطاعم، وينفق بسخاء لإثارة انتباهها، كما قدم إليها هدايا تبين أنها مزورة.
سلب أموال الضحية
بعدما توطدت العلاقة بين الأستاذة الجامعية والزوج الافتراضي مستقبلا، باتت تستجيب للعديد من طلباته ضمنها، منحه مبالغ مالية، حينما اقترح عليها اقتناء سيارة، فسلمته خمسة ملايين سنتيم، كما كانت تمنحه 5000 درهم كلما زار عيادة لطب الأسنان بحي حسان بالرباط، وذلك بسحبها من وكالة بنكية عبر الشباك الأوتوماتيكي.
وأوضحت الضحية أمام ضباط التحقيق بأنها باتت كثيرة العطاء المالي له، فكلما طلب منها مبلغا من المال وإلا سلمته له.
وجبة سحرية مسمومة
ذات مرة وجه الظنين للضحية دعوة لتناول الأسماك بحي أكدال بالرباط، وأثناء مجالسته أحضر معه طعاما فناوله إياها، وبعدما عادت إلى بيتها أحست بآلام في البطن، وأثرت الأكلة على صحتها النفسية.
وقالت الأستاذة الجامعية لمحققي الشرطة إن الطعام الذي تسلمته من الموقوف به وصفة سحر وشعوذة، أثرت عليها صحيا، وأكدت لهم أنها ستعرض نفسها على طبيب مختص، خاصة أن حالتها النفسية لم تعد مستقرة.
سقوط “الزوج”
بعدما حصلت الضابطة القضائية على المعطيات الكاملة للظنين، نصبت له كمينا، فأوهمته المشتكية بأنها تنتظره بعيادة طب الأسنان التي يتردد عليها، إلا أن باله فطن إلى أمر الاعتقال، فتخلف عن الحضور، لتقوم عناصر الشرطة بتوجيه انتداب إلى شركة للاتصالات بأمر من النيابة العامة قصد الإيقاع به، لكن نتيجة الخبرة أظهرت أن النصاب يستعمل رقما هاتفيا لشخص آخر، وأثناء التعرف على هويته، أكد للأمن أنه مستعد لمرافقتهم إلى مكان وجوده، فجرت مداهمته ببيته بحي المحيط واقتاده الأمن رفقة شقيقته إلى مقر ولاية الأمن، بعدما كانت موجودة معه في سيارته.
حجز وثائق ضحايا آخرين
بعدما وضعت الضابطة القضائية يدها على النصاب المحترف توجهت إلى بيته بغرض تفتيشه من أجل استكمال البحث التمهيدي وتعزيزه بوسائل الإثبات، وحجز المحققون نسخا من السير الذاتية لشباب، فربط المحققون اتصالات بهم، فأكدوا أن “الحاج العلوي” تسلمها منهم قصد الحصول لهم على وظائف بمركب تجاري كبير بالعاصمة الإدارية للمملكة، كما جرى حجز وثائق الزواج التي سلمتها الأستاذة الجامعية له قصد استكمال الملف الخاص بالعقد، وكذا جواز سفرها للحصول على تأشيرة زيارة أروبا.
تورط “الحاج العلوي”
نقلت الضابطة القضائية الظنين نحو مقر التحقيق، فبعد تنقيطه تبين أنه موضوع مذكرة بحث تتعلق بارتكاب حادثة سير بجروح وخسائر مادية مع جنحة الفرار، أثناء سياقته سيارة بحي السويسي تابعة لوكالة للكراء بالبيضاء، بعدما أظهر البحث أن البصمات المأخوذة من العربة تعود إليه.
اعترف “الحاج العلوي” بتسلمه خمسة ملايين سنتيم من الضحية بطرق احتيالية ووعود كاذبة، وأكد أن ما استولى عليه، أنفقه في مصاريفه اليومية، وأن المبلغ المالي المحجوز لديه من قبل الضابطة القضائية هو ما تبقى من المبلغ المالي، كما اعترف بإيهامها بالزواج وبرغبته في اقتناء سيارة لصالحها، لكنه نفى جملة وتفصيلا تجريب وصفة السحر وطقوس الشعوذة عليها.
الحبس للمتهم
أدانت المحكمة الابتدائية الشهر الماضي، الظنين الذي يلقب نفسه ب”الحاج العلوي” بسنة حبسا نافذا، بعدما اقتنعت بتهمة النصب وبارتكابه حادثة سير مع جنحة الفرار. وتبين أن للنصاب سوابق في المجال ذاته.
الأمن ينقذ ضحية أخرى
حينما كان ضباط الشرطة القضائية يتفحصون هاتف الموقوف، اكتشفوا وجود ضحية أخرى تتبادل معه عبارات غرامية، وبعد استفساره عن هويتها صرح بأنها خطيبته المقبلة، ليتأكد للمحققين صحة أقواله، بعدما ربطوا الاتصال بها، فصرحت لهم أنها تقطن بأزرو وبأن الموقوف فعلا خطيبها، فتبين أنه مختص في اصطياد الفتيات للنصب عليهن، وسلب ما بحوزتهن من أغراض ثمينة ومبالغ مالية.
طقوس شعوذة
حجزت عناصر الشرطة ببيت الظنين بخورا يشتبه أنه يستعمل في طقوس ممارسة السحر والشعوذة والتنبؤ بعلم الغيب واحتراف التكهن، ووضعت المحجوزات رهن تصرف النيابة العامة إلى جانب الوثائق الخاصة بضحايا آخرين اوهمهم الضحية بأنه سيشغلهم في مركز تجاري كبير بالعاصمة الإدارية.