بقلم: حميد وضاح
نكاد نتفق أنه من مكر الجغرافيا أن أحيط مغربنا الغالي بالأعداء، حيث أينما ولى وجهه هناك عدو متربص، حاقد و منافق. هذا العداء الجغرافي المتآخم لحدودنا من كل الجهات فرخ أعداء داخليين وجدوا في قضيتنا الصحراوية الثدي الذي لا ينضب عطاءه من حليب ومشتقاته، لدرجة أصبح كافيا أن تشهر، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أنك ” انفصالي ” حتى تحولك الآلة الإعلامية المناوئة لقضيتنا الوطنية والممولة من عائدات البترودولار الجزائري إلى ” تشي غيفارا ” جديد يحمل على كاهله مهمة النضال من اجل التحرر من الداخل، لكن “تشي غيفارا” هذا لم يكن إلا صناعة جزائرية رديء الجودة، كائن ممسوخ قليل الأصل ،” شكام”، مسخر من طرف عصابة العسكر الجزائري لتحقيق طموحاتها الواهمة الغبية في الحصول على منفذ على الأطلس وعرقلة مسارات التنمية والتقدم في المغرب وإلهائه عن قضاياه المصيرية.
وفي الوقت الذي كان فيه شرذمة الانفصاليين يعيشون الفوضى، الموجهة بآلة التحكم الجزائري عن بعد، والتي لم تترك مؤسسة إلا وهاجمتها ولا ثابتا من الثوابت إلا سخرت منه ولا رمزا من الرموز إلا ونالت منه، كنا نحن المغاربة الوطنيون نكتوي بنيران هذه الأسئلة المشتعلة في صدورنا من قبيل :
• ما الذي يمنع الدولة لأن تتصدى لتقزيم هذا المد الانفصالي المزايد بصحرائنا الحبيبة؟
• هل المغرب فعلا يخاف ردة فعل المؤسسات الحقوقية العالمية المؤجرة من طرف عصابة العسكر الجزائري؟
• لماذا نجد السلطات الأمنية تنكل بالمحتجين، سلميا، على كافة أطيافهم الاجتماعية الذين يرفعون شعارات بمطالب اجتماعية عادلة، في حين تقف عاجزة أمام عصابة الانفصاليين وهم ينكلون بوحدتنا الترابية ؟
• ألا يمكن أن يكون هذا السكوت سببا في نشوب أحداث إكديم إزيك والتي ذهب ضحيتنا مجموعة من المغاربة الأبرياء، وأن تحول لالة سلطانة خية بيتها إلى وكر للدعارة وأن تستعمله إلى منصة لنشر حقدها على المغرب، وأن تصول وتجول أمينتو حيدر لدرجة دعوتها لحمل السلاح ضد المغرب داخليا، ناهيك عن الاعتداءات المتكررة على قواتنا الأمنية؟
ترى لم هذا الكيل بمكيالين؟
لكن في أدبيات السياسة يكون المثل المغربي الشائع ” اللي ازرب على صاحبو عام، قتلو” جد معبر، فنفس الدولة ليس هو نفس المواطنين، حيث يكون مطبوعا بالحماسة والعاطفة الزائدتين ولا يراعي معطيات الواقع.
واليوم عندما نضجت هذه المعطيات، نجد الامن لم يتردد ،دقيقة واحدة ،لاعتقال الانفصالية المسماة سلطانة سيدها ابراهيم خية بتهمة إدارتها وكرا للدعارة ،كما تم اعتقال كل من السالك بابير وخالد بوفريوا وبابوزيد محمد سعيد لبيهي، ومصادرة مجموعة من الأغراض الشخصية التي كانوا يستعملونها في التواصل مع جهات خارجية معادية لوحدتنا الترابية، منها حواسيب وهواتف نقالة ووثائق وأموال مجهولة المصدر.
وقد استفادت هذه العصابة من مناخ الحرية وحرية التعبير …لتتمادى في ضربها لوحدتنا الترابية ولبنائه الأخلاقي، حيث مزجت بين العمالة للمخابرات الجزائرية والانفصال ودعوة المغاربة من أصل صحراوي للتمرد والدعارة.
إن الدرس الذي يجب أن يخرج به كافة الانفصاليون الاسترزاقيون بالقضية الوطنية، هي انه ما عاد صدر المغرب قادرا على المزيد من التسامح والصبر على حماقات أعداء الداخل خبثهم لضرب وحدتنا الترابية ،و أن شعار ” أنت إما وطني أو خائن ” هو الشعار الذي سيصبح بمثابة خارطة طريق للدولة المغربية لتجفيف منابع الانفصال باستخدام مقصلة القانون لقطف رؤوس الانفصال التي أينعت في الداخل والخارج.