المصدر: آشكاين
شرعت موريتانيا في خنق جبهة البوليساريو، عن طريق تأمين حدودها الشمالية، وذلك على إثر التطورات الأخيرة التي عرفها معبر الكركرات وتحركات الجبهة في منكقة المحبس، لتنضاف خطوتها إلى العزل الذي فرضه المغرب على الجبهة بتشييده جدارا أمنيا جديدا.
وأعلنت موريتانيا أنها ستنشئ منطقة “دفاع حساسة”، وهي منطقة “خالية أو غير مأهولة، وقد تشكل أماكن للعبور بالنسبة للإرهابيين ومهربي المخدرات وجماعات الجريمة المنظمة”، يقول الجيش الموريتاني.
القيادي السابق في الجبهة، مصطفى ولد سلمة، اعتبر أن موريتانيا ايضا تتوجس من معركة المحبس، المُتبقية أمام مليشياتها. وقد كانت المنطقة التي تستهدفها موريتانيا بمشروعها هذا منطقة عسكرية منذ سنوات لنفس الاسباب (مكافحة الارهاب و الجريمة المنظمة) ويمنع على المدنيين التواجد فيها.
وعلّق على الخطوة قائلا إن حرب الصحراء حسمت جنوبا بعد تأمين معبر الكركرات، واصبح قطاع المحبس المقابل لمنطقة عين بنتيلي هو عقدة نزاع الصحراء، كما كانت الكركرات في الاعوام الماضية. ولما أصبح من الوارد أن يستكمل المغرب حزامه الدفاعي في الشمال من جهة قطاع المحبس ليصل الحدود الموريتانية مع تيندوف، اصبح لزاما على موريتانيا ان تحتاط لهذا التغير المحتمل الذي سيضعها أمام خيارات صعبة بين المواجهة مع البوليساريو او المغرب.
ويرى أن موريتانيا فضلت الاستعداد والاحتياط مسبقا وإعلان حدودها المواجهة لقطاع المحبس من الحزام الدفاعي المغربي منطقة دفاع حساسة من الآن تحسبا لأي طاري عسكري في معركة الشمال المتبقية من نزاع الصحراء.
وخلص في تدوينة له إلى أن موريتانيا أرادت بهذا الإجراء ارسال رسالة للجميع انها لن تسمح لأي طرف بتوريطها في النزاع، ولن تقبل أن يفرض عليها المغرب الأمر الواقع بأن تبتلع قوات البوليساريو التي ستلجأ اليها اذا ما حوصرت في الشمال، وأيضا لن تسمح لقوات البوليساريو ان تتخذ من الاراضي الموريتانية قواعد لضرب المغرب.
يشار إلى أن نواكشوط احتضنت الشهر الماضي الاجتماع الثاني للجنة العسكرية المشتركة الموريتانية – المغربية، برئاسة كل من قائد الأركان العامة للجيوش الموريتانية، الفريق محمد بمبه مكت، والمفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية، الجنرال دوكوردارمي، عبد الفتاح الوراق.