أنا الخبر ـ الأيام 24
وضع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف بلاده بمغربية الصحراء وسيادة المملكة على كامل ترابها، الجارة أوروربا وخصوص دولها الواقعة في جنوبها الغربي مثل اسبانيا وفرنسا والبرتغال وحتى إيطاليا في موقع يستوجب التعبير عن موقف واضح تجاه الوحدة الترابية للمغرب.
ومؤخرا ظهرت دعوات فرنسية يمكن اعتبارها بمثابة مؤشرات تقوية تيار داعم للمغرب يدفع رئاسة الجمهورية نحو الإعلان عن موقف رسمي تعترف من خلاله بمغربية الصحراء، ففي هذ الأسبوع قال برونو فوكس، النائب البرلماني عن حزب الحركة الديمقراطية (الأغلبية الرئاسية)، إن المغرب في قضية الصحراء، بإمكانه الاعتماد على فرنسا التي تعتبره شريكا إستراتيجيا موثوقا، ثم أوضح أنه من الأكيد أن “النزاع حول الصحراء طال أمده بما فيه الكفاية وينبغي وضع حد له”.
وزاد السياسي الفرنسي قائلا: “ومما لا شك فيه أن الموقف المتعلق باعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء، يعد مبادرة جيدة للغاية وفعلا بوسعه أن يكتسي صبغة فاضلة، حيث ينبغي مواصلته ومصاحبته، بالنظر إلى أنه يشكل خطوة جد مهمة نحو تسوية هذا النزاع”.
وعن الموقف الفرنسي أكد برونو فوكس أن فرنسا تتبنى اليوم “موقفا مماثلا جدا. قريبا للغاية في جميع الأحوال”، وترغب في إدراجه ضمن “مقاربة متعددة الأطراف”.
وفي نفس الأسبوع أيضا نشر الجنرال دومينيك ترانكون، القائد السابق للبعثة العسكرية الفرنسية لدى الأمم المتحدة، عمود رأي في مجلى “ماريان” يقول فيه إن فرنسا عليها الاعتماد في حربها ضد الإسلام المتطرف، على المغرب، أحد حلفائها الرئيسيين في المنطقة، وأضاف “من أجل خوض الحرب ضد التهديد الإرهابي وتوسع الإسلام الراديكالي، ينبغي على فرنسا التوفر في أراضيها على ترسانة قانونية قوية لكن صائبة، وإحاطة نفسها خارج حدودها بشركاء موثوقين”.
ملف الإرهاب والتهديدات الأمنية التي تطرق لها الجنرال الأسبق في الجيش الفرنسي، هو نفسه أحد عوامل التقارب المغربي الأمريكي إذ يعتبر المغرب شريكا أساسيا للولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب، وقد تتطور العلاقة أكثر بحكم التطورات الخطيرة التي تشهدها منطقة الساحل والتي تهم فرنسا بدرجة أولى.
أما كريستوف فارنو، مدير قسم شمال إفريقيا والشرق الأوسط بوزارة الخارجية الفرنسية، فقد شارك في المؤتمر الوزاري لدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية وأشار إلى أن النزاع حول الصحراء “قد طال أمده”، محذرا من أن هذا النزاع ينذر باندلاع توترات، مضيفا أن “هذا الأمر تأكد خلال الأحداث الأخيرة بمنطقة الكركرات على إثر عرقلة البوليساريو للمعبر الحدودي مع موريتانيا”، مما يبرز أهمية الحل السياسي، يضيف المتحدث الفرنسي.
وقال فارنو إن فرنسا أيدت دائما الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل عادل ودائم ومقبول من الأطراف تحت رعاية الأمم المتحدة ووفقا لقرارات مجلس الأمن، مذكرا بموقف باريس الذي يعتبر مبادرة الحكم الذاتي المغربية أساسا “جديا وذا مصداقية” لحل تفاوضي.
ويبدو من خلال هذا التصريح الذي يمثل الدولة الفرنسية أن قصر الايليزي يرغب في استعادة وزنه الاقليمي ومواجهة توسع النفوذ الأمريكي إلى غرب إفريقيا هذه المنطقة التي لها أهمية بالغة في السياسة الخارجية لفرنسا.
في السياق ذاته، دعا ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية، أوروبا إلى الانخراط في هذه الديناميية الدولية التي تعرفها قضية الصحراء، مؤكدا أن “الموقف الأمريكي يجب أن يسائل أوروبا حول درجة انخراطها، بحيث أن هذا الاتجاه الذي يسير فيه المجتمع الدولي، وقوامه حل في إطار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، يكون أيضا محط إجماع أوروبي”.
ذكر أيضا بأن ثمة “إشارات”، بما في ذلك الاتفاقات الموقعة مع الاتحاد الأوروبي، وكذلك المواقف الوطنية لعدد من الدول “التي ترى في مبادرة الحكم الذاتي منظورا أساسيا لحل هذه القضية”.
وأضاف أنه يتعين أن يكون هناك “تحرك داخل أوروبا لدعم المنظور الوحيد الممكن لتسوية قضية الصحراء، وهو الحكم الذاتي في إطار سيادة المملكة”.