أقام سفير المغرب بالمكسيك، عبد الفتاح اللبار، مساء أمس الأحد بمقر إقامة المملكة بمكسيكو، حفل استقبال بهيج بمناسبة الذكرى الـ24 لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين.
وجرى الحفل، بحضور شخصيات متميزة من عالم السياسة والإعلام والثقافة والأعمال،
وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالمكسيك،
وبعض أفراد الجالية المغربية، في أجواء مفعمة بالبهجة والسرور.
واستهل الحفل بعزف النشيدين الوطنيين للمغرب والمكسيك أداهما ببراعة أفراد من قوات البحرية المكسيكية، كما تخللته معزوفات موسيقية وطنية وعروض من الموسيقى اللاتينية.
وفي كلمة بالمناسبة، قال سفير المغرب بالمكسيك إن الاحتفال بهذه المناسبة المجيدة،
يشكل محطة لإبراز التلاحم الفريد بين العرش والشعب ومواصلة مسيرة النماء والتقدم والازدهار.
وأبرز السيد اللبار أن هذه الذكرى الغالية تعد مناسبة لاستحضار المنجزات التنموية التي شهدها المغرب،
تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية،
والتي بوأت المملكة مكانة هامة على الصعيدين القاري والدولي.
وأشار الدبلوماسي إلى أن هذه النهضة التنموية مكنت “مملكة الانفتاح”،
من تطوير وتنويع شراكاتها السياسية والاقتصادية في سياق عالمي متقلب،
وحشد المزيد من الدعم الدولي لقضية وحدتها الترابية، تحت الرعاية الحصرية للأمم المتحدة.
وبخصوص العلاقات المغربية المكسيكية، أكد السيد اللبار أن الاحتفاء بعيد العرش يتزامن هذه السنة مع الاحتفاء بمرور ستين سنة على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين،
وهو وفي واقع الأمر، يضيف الدبلوماسي، يعد احتفاء بشراكة واعدة بإمكانات كبيرة بين قطبين إقليميين.
وأضاف أن حكومتي البلدين بذلتا، على مدى ستة عقود،
جهودا حثيثة لتحسين التفاهم وتعزيز العلاقات الثنائية،
والاستفادة من أوجه التقارب على المستويين السياسي والاقتصادي، على الخصوص،
حيث يتوفر كلا البلدين على اقتصاد منفتح مع قيمة مضافة عالية للتصدير في الصناعات المتطورة والتجارة والتعاون الدولي.
وفضلا عن هذه الرغبة المشتركة، يضيف سفير المملكة، يتأطر التعاون بين البلدين،
بـ17 اتفاقية سارية المفعول تغطي مجالات واسعة تهم الطاقات المتجددة والزراعة والصحة الحيوانية والموارد المائية والملكية الفكرية والتعاون الأكاديمي والدبلوماسي وتحديث القطاع العمومي.
كما أن الحوار والتعاون البرلماني اكتسب، حسب السيد اللبار، أهمية كبيرة في العلاقات المغربية المكسيكية، إذ انخرط المغرب بشكل فاعل في أهم التنظيمات والمؤسسات البرلمانية الإقليمية،
وعلى رأسها منتدى رؤساء المؤسسات التشريعية لأمريكا الوسطى وحوض الكاريبي (فوبريل)،
إلى جانب مجموعات الصداقة البرلمانية التي تسهم في تسهيل الحوار وتقوية الدبلوماسية البرلمانية.
وأبرز أن المغرب والمكسيك يتوفران أيضا على فرص هائلة للدفع بالتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف،
وتطوير شراكة استراتيجية ترقى إلى مستوى التطلعات وتدعم التنمية متعددة الأبعاد.
من جانبه، قال المدير العام لإفريقيا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط بوزارة الخارجية المكسيكية،
السفير خوسي أوكتافيو تريب فيلانويفا، في كلمة مماثلة،
إن “بين الرباط ومكسيكو قواسم ثقافية وتاريخية مشتركة عديدة يمكنها الدفع بشراكة استراتيجية رائدة تدعم انفتاح البلدين على العالم بشكل أكبر”.
وأبرز المسؤول المكسيكي أن “احتفالنا جميعا بهذه الذكرى الخالدة مناسبة للترويج لهذا التعاون الواعد بإمكانات سياسية واقتصادية واستراتيجية شتى”.
وبهذه المناسبة المجيدة، تمت يوم أمس (30 يوليوز) إضاءة العديد من المباني والمعالم التاريخية في مكسيكو بألوان العلم الوطني المغربي، وفي مقدمتها تمثال “ملاك الحرية” و”نصب الثورة”.