أنا الخبر ـ آشكاين
كشفت صحيفة اسبانية عن كواليس ما اعتبرته حربا دائرة بين المغرب واسبانيا، على مستوى الفضاء، باستخدام الأقمار الصناعية، بعد إرسال القمرين الصناعيين “محمد السادس” سنتي 2017 و2018، اللذين أصبحا ينافسان القمر الاسباني “paz” الذي تم إرساله إلى الفضاء في 22 فبراير 2018 والذي يعتبر أول قمر صناعي إسباني بمهام عسكرية على شكل رادار للمراقبة الأرضية، تبلغ قيمته 180 مليون أورو، يوفر المعلومات العسكرية لرئيس أركان الدفاع.
ومنذ دخول القمر الاصطناعي الاسباني الخدمة، كان من الضروري على مركز استخبارات القوات المسلحة الاسبانية التعامل مع الشبكة الأوروبية لأقمار المراقبة الصناعية، وهو ما لم تقبله الجارة الشمالية مخافة أن تطلع دول أوروبية على ما يلتقطه هذا القمر من صور وخرائط، خاصة فرنسا، على اعتبار علاقتها بالمغرب في هذا المجال، تشرح الصحيفة.
وذكر المصدر ذاته، أنه خلال أزمة جزيرة ليلى طلبت إسبانيا مساعدة فرنسا لتعبئة أقمارها الصناعية في هذه المنطقة، لتقييم انتشار القوات العسكرية المغربية ومدى قدرتها على التدخل ومراقبة جزر الكناري ومدينتا سبتة ومليلية، لكن فرنسا رفضت الطلب آنذاك، وهو ما جعل اسبانيا تسعى منذ ذاك الوقت إلى امتلاك قمر اصطناعي دون أي اعتماد خارجي، وهو ما تحقق عن طريق قمر “paz”.
غير أن القمرين المغربيين أبطآ قدرات هذا القمر ولم تتمكن اسبانيا من التقاط صور في جزأين متقابلين من الكرة الأرضية، لأنهما مجهزان بقدرات عسكرية تسمح له بالتقاط صور مفصلة للغاية لأي قاعدة أو منشأة عسكرية في إسبانيا.
يشار إلى أنه في نونبر 2018 أصبح المغرب يتوفر على قمرين صناعيين بعدما تم بنجاح إطلاق القمر الاصطناعي المغربي الثاني محمد السادس -ب- من قاعدة كورو التابعة لمنطقة غوايانا الفرنسية بالمحيط الهادي، وهي نفس القاعدة التي انطلق منها في 7 نونبر 2017 القمر الاصناعي المغربي الأول محمد السادس -أ-، وذلك في إطار صفقة بين الرباط والشركة الأوروبية “إيرباص للدفاع والفضاء” و”تاليس إلينيا سبيس”، “بعد الزيارة التي قام بها فرونسوا هولان إلى المغرب يوم 4 أبريل 2013.
ويستخدم القمران الصناعيان أساسا في إنجاز الخرائط الطوبوغرافية والمساهمة في التنمية السوسيو-اجتماعية و التدبير الأفضل للأراضي الزراعية والموارد الغابوية و المائية وأيضا في مجال الوقاية وتدبير الكوارث الطبيعية فضلا عن مراقبة الحدود والسواحل البحرية.
وقد شد هذان القمران انتباه اسبانيا، حيث قالت “إلباييس” إن “المغرب يطلق أول قمر اصطناعي تجسسي في ملكيته ويقطع الامتياز العسكري لإسبانيا”، مبرزة أن المغرب سيتحول إلى قوة خاصة.