أنا الخبر ـ متابعة
حالة من الانقسام تسود مخيمات الرابوني، معقل انفصاليي “البوليساريو”، بعد رفض أسماء بارزة في الصف الانفصالي تولي مسؤوليات داخل الجبهة، حيث لا يزال الصراع محتدما حول ما تسمى “وزارة الداخلية” في مخيمات الانفصال.
وذكرت مصادر إعلامية فرنسية، أن جنرالات الجزائر يستعدون لإجراء تغييرات في مناصب المسؤولية بالجبهة الانفصالية، مشيرة إلى رفض محمد علي سيد البشير، المنتمي إلى عشيرة الركيبات، التوجه إلى معسكرات الرابوني لتسليم السلطة إلى عمر منصور من أولاد دليم، الذي خلفه على رأس “الوزارة الداخلية”.
كما رفض محمد علي سيد البشير، الذي عُيّن في منصب ما يسمى بوزير مسؤول عن الأراضي المحتلة والمحررة، تولي منصبه الجديد بسبب مشاكل صحية، رغم الضغوط الشديدة الممارسة من قبل الضباط الجزائريين.
نوفل البعمري، المحلل والخبير في ملف الصحراء، أوضح أن “البوليساريو” أصبحت اليوم “تنظيما من الماضي، لم يعد له أي حضور في المنطقة ولا جدوى منه في العملية السياسية”.
وأضاف المحلل ذاته، وفق “هسبريس” التي نشرت الخبر، “ما يمكن أن نستدل من خلاله لتأكيد هذه الخلاصة هو اضطرار النظام الجزائري إلى الخروج للمواجهة بشكل مباشر مع المغرب والأمم المتحدة”.
وأشار البعمري إلى أن النظام العسكري ظل طيلة سنوات يردد بأنه غير معني بالنزاع، وأن طرفيه هما المغرب و”البوليساريو”.
وتابع قائلا إن “النظام الجزائري بتأكده بأن البوليساريو لم يعد لها أي دور في النزاع، خاصة بعد العملية الأمنية العسكرية التي قام بها الجيش المغربي في المنطقة العازلة، ومع قرار مجلس الأمن حول الصحراء 2602، ومع افتتاح القنصليات بالأقاليم الصحراوية الجنوبية، والموقف الأمريكي الداعم لمغربية الصحراء… كل هذه المنجزات التي حققها المغرب دفعت بهذه الدولة إلى الخروج للعلن”.
وأضاف الخبير في ملف الصحراء أن حديث اليوم عن “البوليساريو” هو “حديث عن بقايا تنظيم استعملته الجزائر كمكنسة في المنطقة لا أقل ولا أكثر، وطبيعي أن هذا الوضع سينعكس على الداخل”، مشيرا إلى وجود حالة استنزاف وانهيار داخل التنظيم، وكذا داخل المخيمات، التي تعيش حالة غليان واحتقان حقيقي بفعل اقتناع سكان المخيمات بأنهم كانوا مجرد ورقة ضغط استعملها النظام الجزائري لمحاولة التأثير في المنطقة، وللتسول بهم لكسب المساعدات الإنسانية والاغتناء على حسابهم.