أنا الخبر ـ الصباح
أفادت مصادر أن الزوجة التي رمت أولادها، تبلغ من العمر 30 سنة، كانت تعاني مشاكل اجتماعية مع زوجها بائع الفواكه ووالدته التي تقطن معهما. رغم إنجابها الأبناء الثلاثة، إلا أن سوء المعاملة ظلت مستمرة، بل تعرضت لإهانات واستفزازات في مناسبات، وصلت إلى حد أن اعتبرت لا شيء، وأن ما يشفع لها وجودها معهما أبناؤها الثلاثة.
ظلت الإهانات تتوالى على الزوجة، فتولد لديها شعور أن أبناءها الثلاثة لهم حظوة كبيرة لدى زوجها وحماتها، إذ في مناسبة أبدى أحدهما في نوع من التحدي، استعداده للإنفاق عليهم ورعايتهم دون وجودها، ما ولد لديها إحساس أنها عنصر غير مرغوب فيه داخل الأسرة، فتولد لديها حقد تجاه أبنائها.
تراكم هذا الضغط والإهانات تسبب لها يوم الجريمة في انهيار عصبي، فاستغلت غياب الزوج ووالدته، فصعدت إلى سطح العمارة رفقة أبنائها الثلاثة، ودون تردد تخلصت من الابن البكر، ورمت الثاني دون أن يرق لها قلب، قبل لتحمل طفلها الرضيع الذي كان يحبو أمامها، ودون شفقة، ألقت به، فسقط على وجهه بقوة، متسببة له في جروح خطيرة.
تزامنت الواقعة مع الحملة التي تشرف عليها المصالح الأمنية بسيدي البرنوصي، فأثار عناصرها صراخ النساء، لتقف على الفاجعة، وهي أن أما تخلصت من أبنائها الثلاثة برميهم من أعلى العمارة.
وعلى الفور صعدت عناصر الشرطة إلى العمارة، لتصادف الأم على الدرج تنوي مغادرة المكان صوب وجهة مجهولة. ومن حسن حظ الزوجة أنها صادفت وجود رئيس المنطقة الأمنية سيدي البرنوصي، إذ لتفادي أي رد فعل عنيف قد تتورط فيه أو يعرضها لاعتداء جسدي من قبل الجموع الغاضبة، احتضنها بطريقة لبقة من أجل تهدئة روعها، كأنه يعلم أن هناك أسبابا خاصة دفعتها للتورط في هذه الجريمة البشعة. كان لهذا الموقف الإنساني الأثر الإيجابي، إذ استسلمت الزوجة لرجال الأمن ورافقتهم دون مقاومة إلى مقر الشرطة القضائية.
وحسب معطيات توفرت عليها “الصباح”، فإن تعليمات صدرت من أجل وضع الزوجة في معقل منفرد بمقر الشرطة القضائية، وتفادي الاستماع إليها، إلى حين تجاوزها أزمتها النفسية، واستعادة وعيها. ومن المرجح أن يباشر المحققون تعميق البحث معها زوال أمس (الاثنين)، على أن تتم إحالتها اليوم (الثلاثاء) على الوكيل العام للملك باستئنافية البيضاء، إذ تلاحقها تهمة ثقلية، وهي محاولة قتل على ضوء استقرار الحالة الصحية لأبنائها الثلاثة. وكشفت مصادر أن المحكمة ستخضعها لخبرة نفسية، للتأكد من سلامتها العقلية، لحظة ارتكابها الجريمة.