أنا الخبر ـ بلاغ
عقد السيد سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، مرفوقا بالسيدين خالد الصمدي، كاتب الدولة في التعليم العالي ومحمد الغراس كاتب الدولة في التكوين المهني اليوم، بالرباط، ندوة صحفية مع وسائل الإعلام، خصصت لتسليط الضوء على مستجدات الدخول التربوي2019-2020، الذي يحمل هذه السنة شعار: “من أجل مدرسة مواطنة عادلة ودامجة”.
وفي كلمة بالمناسبة أكد السيد الوزير أن منظومة التربية والتكوين تحظى بالمكانة الخاصة وبالأولوية، لدى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله تجسدتا في إشراف جلالته، يوم الخميس 12 شتنبر 2019، على إعطاء الانطلاقة الرسمية للدخول التربوي بمركز التكوين في مهن الفندقة والسياحة، بمدينة تمارة، والذي يختزل دلالات رمزية قوية، تعكس العناية السامية التي يوليها جلالته لكل مكونات المنظومة التربوية وعزمه القوي والراسخ، على تطويرها وتأهيلها باعتبارها أساسا للتنمية ومحفزا للارتقاء الاجتماعي.
وأبرز بالمناسبة، أن الدخول التربوي الحالي يأتي في سياق خاص وهو الشروع في تنفيذ مقتضيات القانون- الإطار 51.17 المتعلق بإصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، والذي سيمكن المنظومة التربوية من آلية تشريعية ملزمة للدولة والأسرة وهيآت المجتمع المدني والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين وضامنة لاستدامة الإصلاح، وكذا في تفعيل خارطة طريق تطوير التكوين المهني عبر إحداث مدن المهن والكفاءات، التي من شأنها تحسين قابلية تشغيل الشباب واندماجه في سوق الشغل.
وأشار أن العدد الإجمالي للتلاميذ والطلبة والمتدربين برسم الموسم التربوي الحالي يبلغ تسعة ملايين و898 ألف، موزع بين 8 ملايين و208 ألاف تلميذة وتلميذ، نسبة التعليم العمومي 86 في المائة، وما يفوق 680 ألف متدربة ومتدرب بالتكوين المهني، منهم 311 ألف متدربة ومتدرب جديد بنسبة تطور 5.3 في المائة، وما يناهز مليون و10 ألاف طالبة وطالب، نسبة الإناث منهم بلغت49 في المائة، وعرف العدد الإجمالي للطلبة تطورا بنسبة 5.1 في المائة مقارنة مع السنة الماضية، فيما بلغ عدد الطلبة الجدد برسم هذا الموسم 282 ألف بزيادة قدرها 10.5 في المائة مقارنة مع السنة الماضية.
وتفعيلا للبرنامج الوطني لتعميم وتطوير التعليم الأولي، ارتفع عدد المسجلين بالتعليم الأولي هذه السنة ليصل إلى 820 ألف تلميذة وتلميذ، موزعا بين التعليم العمومي ب 192.400 مستفيدة ومستفيد، وبين التعليم الخصوصي ب 190.500 والتعليم التقليدي ب 437.600، وتسجيل حوالي 73 ألف من التلاميذ الجدد في التعليم الأولي العمومي. ويتوقع فتح 6000 قسم إضافي، بمساهمة شركاء الوزارة، وكذا تكوين 20 ألف مربية ومربي. كما يتوقع أن تصل نسبة التمدرس بالتعليم الأولي 59 في المائة خلال الموسم الدراسي 2019-2020.
وقد سخرت الوزارة لاستقبال التلاميذ 11ألف و228 مؤسسة تعليمية، منها 133 مؤسسة تعليمية جديدة بما فبها 9 مدارس جماعاتية، حيث شرعت هذه الأخيرة في استقبال التلاميذ بمناسبة الدخول المدرسي، على أن يتم فتح 20 مدرسة جماعاتية خلال هذا الموسم. كما سخرت لاستقبال المتدربين 692 مؤسسة للتكوين المهني العمومي، من بينها 377 مؤسسة تابعة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل ومنها 12 مؤسسة جديدة، وقامت بتأهيل ما يقارب 1852 مؤسسة تعليمية وتعويض 1572 حجرة من البناء المفكك. وبالنسبة للطلبة تم توفير 219 مؤسسة جامعية بالقطاع العمومي، منها 17 مؤسسة جديدة.
كما عبأت ما يناهز 263 ألف و335 أستاذة وأستاذ منهم 15 ألف أستاذة وأستاذ جديد بقطاع التعليم المدرسي و20 ألف و829 أستاذ للتعليم العالي و21 ألف و380 مكونة ومكونا بالتكوين المهني.
وأكد السيد الوزير أنه تم اتخاذ كافة التدابير لانطلاق الموسم التربوي في أحسن الظروف، وذلك من خلال تعزيز برامج الدعم الاجتماعي لفائدة التلاميذ والطلبة والمتدربين، حيث فاق عدد المستفيدين من المبادرة الوطنية “مليون محفظة”، أربعة ملايين و463 ألف تلميذة وتلميذ، تمثل الإناث منهم نسبة 46 في المائة، وما يفوق مليون و596 ألف مستفيدة ومستفيد من محفظة كاملة تحتوي على الكتب واللوازم المدرسية، تمثل الإناث منهم نسبة 46 في المائة، بكلفة إجمالية تقدر ب 484 مليون درهم، كما تم فتح 12 داخلية جديدة في وجه التلاميذ، ويرتقب أن يستفيد حوالي مليون و570 ألف تلميذة وتلميذ من خدمات الإطعام المدرسي والداخليات، تمثل نسبة الإناث منهم 50 في المائة. كما ارتفع عدد المستفيدين من النقل المدرسي ب 14 في المائة مقارنة مع السنة الماضية، ليصل إلى 308 ألف و281 مستفيدة ومستفيد، نسبة الإناث منهم 48 في المائة.
كما تم الرفع من عدد المستفيدين من برنامج “تيسير” للدعم المالي المشروط للأسر، ليصل عدد التلميذات والتلاميذ ما يناهز مليونين و440 ألف مستفيدة ومستفيد، تمثل الإناث من هذا المجموع ما يناهز مليون و146 ألف و800، كما تمت تغطية جميع الجماعات القروية بالنسبة للابتدائي وجميع الجماعات القروية والحضرية بالنسبة للثانوي الإعدادي، وذلك باعتماد بطاقة “الراميد” في استهداف المستفيدين.
وذكر السيد الوزير أن قطاع التكوين المهني قد تعزز ب 132 داخلية تأوي حوالي 19 ألف متدربة ومتدرب، منها أربع داخليات جديدة، بلغ عدد الممنوحين من المتدربين والمتدربات ما يقارب 70 ألف ممنوحا، مقابل 35 ألف السنة الماضية، ومن الطلبة الجامعيين حوالي 382 ألف طالبة وطالب، كما بلغ عدد الأحياء الجامعية والداخليات 32 وعدد الإقامات الطلابية الخاصة 32 أيضا، وقد استفاد من خدمة الإيواء بها ما يناهز79ألف و400 طالبة وطالبا، تشكل نسبة الإناث المستفيدة من هذه الخدمة61 في المائة، علاوة على ارتفاع عدد وجبات الإطعام المقدمة هذه السنة لتبلغ 15 مليون وجبة، بنسبة زيادة 5.5 مقارنة مع السنة الماضي، بالإضافة إلى تجويد خدمات الأقسام الداخلية والمطاعم المدرسية باعتماد برامج تغذية تتلاءم والخصوصيات الثقافية والفئات العمرية وتراعي التوازنات الغذائية والمالية والمجالية لجهات وأقاليم المملكة وكذا الرفع من قيمة المنحة وتوسيع قاعدة المستفيدين منها. إلى جانب تفعيل إجراءات مخطط عمل المكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية على مستوى المنح والإيواء والإطعام والتغطية الصحية وعلى مستوى الأنشطة الرياضية والثقافية الجامعية.
وأبرز السيد سعيد أمزازي أهم المستجدات التي طبعت الدخول التربوي 2019-2020، والمتمثلة في مواصلة تعميم وتطوير التعليم الأولي، وتفعيل البرنامج الوطني للتربية الدامجة لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة، الذي أعطيت انطلاقته الرسمية يوم 26 يونيو 2019، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وتتطلع الوزارة في غضون هذا الموسم بلوغ نسبة 20 في المائة من تغطية المؤسسات التعليمية لأقسام التربية الدامجة، يقول السيد الوزير، فضلا عن تعزيز شبكة مدارس الفرصة الثانية من الجيل الجديد، والتي تروم بالأساس إعادة التمدرس والتأهيل المهني لغير المتمدرسين أو المنقطعين عن الدراسة، من خلال فتح 30 مدرسة على الصعيد الوطني.
كما تميز الدخول التربوي بتفعيل برنامج “رياضة ودراسة”، حيث تم إحداث ثانوية الرياضيين بجهتي طنجة تطوان الحسيمة والدار البيضاء سطات واللتين احتضنتا الفوح الأول من هذا المسلك خلال الدخول المدرسي الحالي.
وعلى مستوى النموذج البيداغوجي همت مستجدات المناهج الدراسية برسم الدخول المدرسي 2020 ـ 2019، تجديدات في مواد اللغة العربية، اللغة الفرنسية، الرياضيات، النشاط العلمي والاجتماعيات. بالنسبة للمستويين الثالث والرابع من التعليم الابتدائي، والعمل على إقرار نظام ناجع ونشيط للتوجيه المدرسي والمهني والجامعي برسم هذا الموسم، من خلال إطلاق آليات جديدة للتوجيه تأخذ بعين الاعتبار قدرات وميولات المتعلمين، وذلك بجعل التوجيه المدرسي والمهني والجامعي مكونا إلزاميا لمشروع المؤسسة، وسيتم في هذا الصدد إقرار المشروع الشخصي للمتعلم بالابتدائي والثانوي ومأسسة وظيفة ” الأستاذ الرئيس” لمواكبة المتعلمين في مسارهم الدراسي، كما سيتم وضع نظام وطني موحد ومندمج للتوجيه ما بعد البكالوريا، فضلا عن تعزيز وتشجيع حاملي البكالوريا على التوجيه نحو المسارات المهنية، والزيادة في عدد ممنوحي التكوين المهني وتمكين المتدربين وطلبة التعليم العالي الخاص من الحصول على شهادات وديبلومات معترف بها من طرف الدولة.
كما همت هذه المستجدات تنويع العرض الجامعي وتوسيعه وملاءمته مع متطلبات سوق الشغل، وكذا الرفع من عدد المقاعد البيداغوجية المتبارى بشأنها بمؤسسات التعليم العالي ذات الاستقطاب المحدود واعتماد منصة القبول الإلكتروني الموحد لحملة البكالوريا في المؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المحدود توجيهيwww.tawjihi.ma لولوج المدارس العليا للتكنولوجيا وكليات العلوم والتقنيات برسم الدخول الجامعي 2019-2020، وذلك في أفق تعميمها على باقي مؤسسات التعليم العالي ذات الاستقطاب المحدود، فضلا عن إرساء آليات للرفع من قابلية تشغيل خريجي التعليم العالي وتطوير استخدام تكنولوجيا الإعلام في التعليم العالي.
وفي الأخير، جدد السيد الوزير دعوته لكل الفاعلين التربويين وعموم شركاء المدرسة المغربية، إلى مواصلة الانخراط في جهود الإصلاح بنفس تعبوي تعاقدي، يجدد ثقة الأجيال في مدرستهم ويجعلها مدرسة منصفة وذات جودة ومساهمة في الارتقاء الفردي والجماعي ومؤهلة لتصبح بذلك قاطرة لإنجاح النموذج التنموي الجديد لبلادنا.