أنا الخبر ـ اليوم 24
في ظل استحالة تحقيق حلم تشييد جسر بحري سريع بين المغرب وأوروبا لتسهيل عملية تنقل الأشخاص والسلع بين الضفتين في ظرف وجيز، يبدو أن الحلم الثاني المتمثل في تدشين «الجسر المروحي السريع» بين الضفتين، أصبح أقرب إلى التحقق على أرض الواقع أكثر من أي وقت مضى. هذا الجسر المروحي الذي وصف بالمشروع الحلم والذي كان من المنتظر إلى يدشن في يونيو 2017، قبل أن يؤجل لأسباب أُرْجِعَت حينها إلى تأخر الحكومة المغربية في الاستجابة لشركة الطيران الإسبانية التي تقف وراء المشروع؛ سَيَسْمَحُ لرجال الأعمال والأثرياء الإسبان والمغاربة بالدرجة الأولى بالتنقل بين طنجة والجزيرة الخضراء في 10 دقائق.
في هذا الصدد، كشفت شركة الطيران «Hélity» الإسبانية التابعة للشركة الدولية Global Aeronautic Solutions Corp، أنه ستقوم قريبا بتوسيع نطاق طيرانها بتدشين خط جوي مروحي يربط بين المطار المروحي للجزيرة الخضراء ومدينة طنجة. وتابعت الشركة أنها قامت بإنشاء مراكز شرطة الحدود (كابينة) في المهبط المروحي بالجزيرة الخضراء لمراقبة المسافرين وتسهيل مأمورياتهم قبل كل رحلة. لكن الشركة لم تحدد بعد تاريخ تدشين أول رحلة مروحية مدنية بين المغرب وإسبانيا. ومن المنتظر وفق الشركة أن تستغرق الرحلة بين البلدين 10 دقائق فقط. وعملت الشركة على تدشين هذا الخط الجوي المروحي إلى طنجة بعد نجاح تجربة الخطوط المروحية التي أطلقت بين مدينة سبتة المحتلة والجزيرة الخضراء، وبين مالقة ومليلية. كما تسعى الشركة، كذلك، إلى فتح خط مروحي بين سبتة ومليلية.
وتشير تقارير إعلامية إسبانية، كذلك، إلى أن شركة «Hélity» ستستعمل مروحيات ذات قدرة استيعابية تتراوح ما بين 11 و15 مسافرا في كل رحلة. وتهدف إلى إحداث “ثورة” في قطاع النقل والمواصلات الجوية بين مثلث طنجة والأندلس وسبتة-مليلية، بعد ارتفاع ضغط المسافرين والسياح ورجال الأعمال المغاربة وغيرهم على هذه المدن.
وترى المصادر ذاتها أن هذا الخط الجوي غير المسبوق بين المملكتين يسمح بالسفر من طنجة إلى الأندلس في ظرف 10 دقيقة، بأسعار قد لا تتجاوز 500 درهم، خاصة منطقة “ماربيا” التي يتقاطر عليها كل أسبوع مجموعة من الأثرياء المغاربة الذين اشتروا عقارات سياحية فاخرة هناك، علاوة على أن الشركة ستعمل على ضمان رحلتين بشكل يومي من يوم الاثنين حتى الجمعة.
كما أنه من المنتظر أن يستفيد المغاربة من خط جوي آخر يربط بين المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية في أقل من 45 دقيقة، بأسعار قد تصل إلى 1500 درهم للتذكرة ذهابا وإيابا.
الشركة الإسبانية ستعتمد في هذه الرحلات على مروحيات من نوع Augusta Westland 139، ذات الصنع الإيطالي بقوة 1531 حصانا، والتي تصل قدرتها الاستيعابية إلى 15 مسافرا، وحمل 6.4 طن، وتتجاوز سرعتها 300 كيلومتر في الساعة. كما أن هذا النوع من المروحيات مؤمن بشكل كبير، إذ أنه قادر على الطيران بشكل مستقل لمدة 4 ساعات.
ويتوقع الإسبان نجاح تجربة النقل المروحي بين طنجة والجزيرة الخضراء، خاصة بعد نجاح الشركة المعنية في استقطاب عدد كبير من الزبناء السنة الماضية بين سبتة ومالقة، حيث تمكنت من نقل 18 ألف مسافر.