مدينة مغربية معنية.. دراسة دولية تحذر من حدوث فيضانات عارمة في 3 مدن عربية في التفاصيل،
كشف العالم المصري لعلوم الفضاء، عصام حجي، عن دراسة دولية أجرتها جامعتان هامتان هما جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة وجامعة ميونخ في ألمانيا، تحذر من تصاعد الضغوط المناخية والبيئية التي قد تؤدي إلى فيضانات في مدينة الإسكندرية.
ووفقًا لنتائج الدراسة التي نشرها عصام حجي، يواجه العالم موجات حرارية غير مسبوقة،
إضافةً إلى الانهيارات الأرضية وحرائق الغابات الدموية، وترسل المناطق القاحلة إشارات تحذيرية.
وقد نشر حجي مؤخرًا سلسلة من الدراسات التي تتناول مخاطر التغيرات المناخية المتصاعدة في المدن الساحلية بشمال إفريقيا والشرق الأوسط، حيث أكد أننا نخسر معركة التغيرات المناخية التي تهدد الموارد المائية.
تسلط الدراسة الضوء على المخاطر التي تواجه مدينة الإسكندرية في مصر، والمنامة في البحرين، وطنجة في المغرب.
وأشار حجي إلى أنه على الرغم من أن هذه المدن تتباعد آلاف الأميال، فإنها تواجه تهديدات مناخية مشتركة،
وحذر من أن المخاطر تحدث في وقت أقرب بكثير مما كان متوقعًا.
وتعد هذه المدن ذات أهمية كبيرة حيث تصدر مواردها الطاقة الحيوية والسلع على مستوى العالم،
إلى جانب كونها بوابة للإمدادات الغذائية الحيوية.
حذر حجي من أن التدهور السريع لهذه المدن يمكن أن يؤثر على مستوى إقليمي وعالمي.
وشرحت جامعة ميونخ التقنية في دراستها كيف أصبحت مدينة الإسكندرية عرضة بشكل متزايد للفيضانات وتآكل السواحل.
ويرى الباحثون السبب في هذه التهديدات إلى مشاريع عمرانية نفذت خلال العقد الماضي،
حيث أعطيت الأولوية لتوسيع الطرق السريعة والمناطق التجارية على حساب القنوات المائية الهامة،
التي كان لها دور أساسي في تنظيم حركة المياه، خاصةً أثناء العواصف أو السيول.
وأوضحت سارة فؤاد، عضو الفريق العلمي، أن الإسكندرية كانت قادرة على مقاومة التحديات الطبيعية لآلاف السنين،
ولكن تدهور إدارة الممرات المائية وتجاهل العناصر الطبيعية في المشروعات الحضرية خلال السنوات الماضية،
أدى إلى تقليل قدرة المدينة على مواجهة الاثار البيئية المتنامية.
وأضافت أن المدينة أصبحت “واحدة من أقل المدن قدرة على مواجهة الفيضانات وارتفاع مستوى سطح البحر”.
واستخدم الباحثون صور الأقمار الصناعية واستبيانات في الموقع مع سكان المدينة لتقييم التأثير المجتمعي،
لهذه التحولات العمرانية وتأثيرها على تصورات السكان للتغيرات المناخية المرتبطة بها.
وأوضحت الدراسة الناشرة الآثار السلبية المترتبة على ردم القنوات المائية وتأثيرها الضار على قدرة المدن الساحلية على التخفيف من الظواهر المناخية المتنامية.
كما أوضح الباحثون الدور المحوري لهذه القنوات في تبريد المناخ في المدينة وتسهيل تدفق المياه المحملة بالطمي إلى البحر،
والتي تساعد في نقل الرواسب على الساحل وتشكيل حماية طبيعية ضد التآكل المستمر. ب
ودون هذه القنوات المائية، فإن سواحل الإسكندرية تفقد هذه الحواجز الطبيعية تدريجياً، مما يزيد من التهديدات المتعلقة بارتفاع مستوى سطح البحر وزيادة تكرار العواصف.
ووجد الباحثون أن تصور جيل الشباب للمخاطر المناخية قد تغير بشكل خاص بسبب التحولات المتعددة في المدينة،
بالإضافة إلى تغيير واجهة المدينة المطلة على البحر، مما يعيق الجهود المبذولة للتخفيف من المخاطر الساحلية المتنامية،
وهو ما يفسر الزيادة في حالات الوفاة التي لوحظت في هذه الأحداث على مدى العقد الماضي.
وقال حجي إن التفاعل المعقد بين التغيرات المناخية والبيئية وتصورها العام في المناطق الحضرية الكثيفة،
يتطلب نهجاً تصميمياً متكاملاً ومتعدد الأوجه للتكيف، الذي نادراً ما يتم تنفيذه في الدول النامية.