أنا الخبر ـ اليوم 24
حالة فوضى وقرارات متسارعة ومتسرعة تسود جهة الدار البيضاء، وبالخصوص العاصمة الاقتصادية مع ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا بوتيرة غير مسبوقة، كان آخرها رقم قياسي جديد منذ انطلاق الصراع مع كوفيد 19 بالمغرب في مارس المنصرم، حيث سجلت الجهة لوحدها 801 إصابة مؤكدة بالفيروس التاجي، من أصل 1776 حالة بالمغرب، وهو رقم استغرق الوضع الوبائي بالمغرب قرابة شهر ونصف لتسجيله، حيث بلغ 1746 حالة يوم 13 أبريل الماضي.
وتوالت القرارات الغريبة للمسؤولين عن التدابير الصحية بالدار البيضاء بخصوص التعامل مع حالات كورونا بالأحياء البيضاوية، بالإضافة إلى قرار المديرية الجهوية للصحة بتجاهل شكايات أهالي المصابين والمخالطين، وأيضا المصابين الذين يتلقون العلاج بالمستشفيات والمراكز الصحية، حيث يتم استدعاء المواطنين الذين أثبتت التحليلة أنهم مصابون بفيروس كورونا المستجد، بالإضافة إلى التساهل الواضح أمام المقاهي الشعبية على الخصوص وفسح المجال لها لاكتظاظ المواطنين ونقل مباريات كرة القدم، رغم المنع الصريح من طرف وزارة الداخلية في هذا الباب، مما يلقي باللائمة على وزارتي الصحة والداخلية معا في الفشل أمام تحدي جائحة كورونا.
وأمام التخبط العشوائي في اتخاذ القرارات المتسرعة، ارتفعت الإصابات بالفيروس التاجي في مجموعة من الأحياء البيضاوية، ولم يعد بإمكان السلطات إخفاء الأمر، فاضطرت إلى إغلاق مجموعة من الأحياء السكينة والأزقة، في إجراءات سريعة بناء على تطورات مقلقة، إذ جرى تطويق مشروع الحسن الثاني بمنطقة الحي المحمدي، المعروف بـ”المشروع”، الثلاثاء المنصرم، وإغلاق كافة مداخله وتعزيزها بالحراسة، لضبط بؤرة سكنية أفرزتها نتائج الإصابات المرتفعة بالمنطقة في الأيام الأخيرة، كما جرى إغلاق منافذ بالمدينة القديمة، ثم أزقة ببوشنتوف، وآخرها إغلاق زقاق بحي بوجدور بمنطقة الفداء مرس السلطان، إثر تطور الحالة الوبائية وتفشيها بين السكان، في إشارة تندر بفقدان السيطرة على الفيروس كما تدعي الحكومة.
وسارعت السلطات المحلية إلى إغلاق مجموعة من المقاهي الشعبية، بعد ثبوت مخالفتها للتعليمات الصادرة بشأن اتخاذ التدابير الاحترازية والوقائية، والحفاظ على مسافة الأمان بين الرواد، وهو ما ظهر بجلاء حين عمدت المقاهي إلى نقل مباريات كرة القدم، وما يصاحب ذلك من اكتظاظ واختلاط من شأنه تفشي الوباء بين المرتادين، لتروج بقوة فكرة إعادة الحجر الصحي إلى العاصمة الاقتصادية، رغم تأكيدات الحكومة والمسؤولين عن القطاع الصحي استبعاد الفكرة، وصعوبتها الكبيرة، واتخاذ قرارات بديلة.
وبتسجيلها 801 إصابة جديدة، بلغت جهة الدار البيضاء سطات 11526 إصابة بالفيروس التاجي إلى حدود أول أمس السبت، وهو ما استغرق المغرب قرابة 4 أشهر لبلوغه، حيث سجل 11465 حالة لحدود يوم 26 يونيو الماضي، مما يشير إلى الارتفاع الكارثي للإصابات بالدار البيضاء التي تناهز الإصابات المسجلة في 9 جهات بالمغرب، وبالتالي تنفرد بالرتبة المتقدمة في عدد الحالات النشطة، والوفيات، وأيضا الحالات الحرجة ضمن المرضى المصابين بكوفيد ــ 19 الذين يرقدون بأقسام الإنعاش، والتي يصل عددها 154 على الصعيد الوطني، ضمنها 47 فقط، في جهة الدار البيضاء سطات، وبالتالي، فإن ارتفاع وتيرة الإصابات بالدار البيضاء في الأحياء السكنية والصناعية، الذي حول مجموعة من الشركات والأزقة إلى بؤر صناعية وعائلية، ساهم بشكل مباشر في إصابة مواطنين من ذوي المناعة الضعيفة والأمراض المزمنة، ومن الطبيعي أن يرتفع عدد الحالات الحرجة في ظل قرارات السلطات المحلية والصحية في التعامل مع المرضى بعيدا عن أعين الجيران والعائلات.