بأي حال عدت يا عيد.. بنكهة الانتصارات والتقدم والسؤدد، خطاب الاحتفال بالذكرى 24 لاعتلاء الملك محمد السادس لعرش أسلافه المنعمين يلخص حال المغرب وهو يحتفل بالعيد، إنجازات عديدة تحققت في عدة مجالات، سياسية ودبلوماسية واقتصادية واجتماعية ورياضية، تظهر ما يختزنه هذا البلد بشعبه الأبي وملكه الوفي ومؤسساته الوطنية من قدرات وملكات للمضي ببلدنا على طريق النمو ووضعه في المكانة التي يستحقها بين الدول الكبيرة.
يحل عيد العرش والمنتخب المغربي يحقق إنجازا رياضيا غير مسبوق، يصل إلى نصف نهائي كأس العالم كأول فريق افريقي وعربي يحقق هذا الإنجاز بعدما أزاح في طريقه منتخبات كبيرة كانت مرشحة للفوز بالكأس، شباب مغربي مسلح بالجدية وروح الوطنية والتلاحم العائلي والشعبي، هو نموذح للشباب الطامح الذي متى توفرت له الظروف، وتسلح بالجد وبروح الوطنية، دائما ما يبهر العالم، بإنجازات كبيرة، وغير مسبوقة.
نفس الشباب المغربي الذي أبدع في مجال الإبداع والابتكار ليقدم لنا أول سيارة مغربية محلية الصنع، بكفاءات وطنية وتمويل مغربي، وكذا أول نموذج لسيارة تعمل بالهيدروجين، قام بتطويرها شاب مغربي، كما فاز شباب مغاربة بجوائز عالمية في الابتكار والذكاء الاصطناعي (مسابقة الابتكار الكبرى “أفيرام أواردز 2023) وأخرى خاصة بالربوتات (ماساتشوسيتس- الولايات المتحدة الأمريكية) وثاثة خاصة بالاختراع (تورونتو- كندا).. إنه النبوغ المغربي.
خطاب عيد العرش أشاد بكل افتخار ما حققته قضية وحدتنا الترابية بتوالي الاعترافات بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية من طرف دول من القارات الخمس وآخرها اعتراف دولة إسرائيل، وتزايد فتح القنصليات بالعيون والداخلة، وهو ما يعزز الدعم القوي لمبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب كحل وحيد وواقعي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وبموازاة ذلك تشهد أقاليمنا الجنوبية نهضة عمرانية واقتصادية واجتماعية مهمة حولتها لقطب اقتصادي مهم ومقصدا للاستثمارات الوطنية والدولية.
لم يفت جلالته حسم الجدل الذي أثاره اعتراف دولة اسرائيل بمغربية الصحراء، والذي حاول مجموع أعداء المغرب والحاقدين وفاقدي حس الوطنية الركوب عليه، قاطعا بذلك دابر المشككين في موقف المغرب اتجاء القضية الفلسطينية رغم أنه لا يحتاج لتوضيح، فجاء في الخطاب ” نؤكد موقف المغرب الراسخ، بخصوص عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، بما يضمن الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة”.
ولأن الملك محمد السادس إنسان ومواطن مغربي قبلا، كان لزاما الاهتمام بالشق الاجتماعي، خصوصا بعد تداعيات الأزمة التي يعرفها العالم، وتوالي سنوات الجفاف، على المستوى الوطني، في ارتفاع تكاليف المعيشة، وتباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي.، ليصدر تعليماته الحكومة لاتخاذ التدابير اللازمة، قصد تخفيف آثارها السلبية على الفئات الاجتماعية والقطاعات الأكثر تضررا، وضمان تزويد الأسواق بالمنتوجات الضرورية، و”الشروع، نهاية هذا العام، كما كان مقررا، في منح التعويضات الاجتماعية، لفائدة الأسر المستهدفة”.
ولأن أخلاق الملوك تسمو مع الرعايا وكذلك مع الخصوم، أكد جلالته مرة أخرى أن العلاقة مع الجزائر مستقرة مع التطلع لأن تكون أفضل مجددا التعهد أن المغرب لن يكون أبدا مصدر أي شر أو سوء قد يصيب دولة الجزائر، قيادة أو شعبا، سائلا الله تعالى أن تعود الأمور إلى طبيعتها، ويتم فـتح الحدود بين البلدبن لتتجدد راوابط المحبة والصداقة، والتبادل والتواصل بين الشعبين، وهو ما يرفع أسهم جلالته الذي يقابل الإساءة بالإحسان دائما ويترفع عن مجاراة خطابات الكراهية والتحريض، لأن أخلاق الملوك عير أخلاق الرعاع.