تطوان / كتب محمد ربيعة
منذ 26 نوفمبر 2021، تنضاف الى معاناة ساكنة جماعة أولاد علي منصور المتمثلة في فقدان شبه كامل للبنية التحتية، وفي غياب أي تحديث أو إنجاز للشبكة الطرقية ، وعدم إصلاح أو الاهتمام بالمسالك الموجودة التي كل مرة تشهد تدهورا يزيد من صعوبة ربط الساكنة مع الإدارات العمومية، بدءا من إدارة الجماعة، مرورا بمركز الملحقة الادارية بني حسان.
ومع دخول فصل الخريف وبداية الموسم الدراسي الجديد، وبداية نزول موجة البرد القارس، يتفاجىء السكان بإقدام المكتب الوطني للكهرباء على قطع تزويد دواوير الجماعة بالتيار الكهربائي، بدعوة أن نصف الساكنة، لم يؤدوا ما بذمتهم من فواتير استهلاك الكهرباء، حيث شملت عملية القطع جميع السكان، حتى الذين أدوا واجبات استهلاكهم.
وتمت عملية قطع التزود بالكهرباء التي مست المدارس العمومية أيضا، مما حرم على التلاميذ اللحاق بمدرستهم والاستفادة من حقهم في التعليم، الأمر الذي يتطلب تدخلا مستعجلا من طرف السيد بنموسى وزيرالتعليم لحماية حق الأطفال في التمدرس في ظروف حسنة.
كما أن عملية بتر التزويد بالكهرباء، تسبب في قطع حق السكان في الطاقة الكهربائية التي بها تتحرك مجموعة من الآلات كالتجهيزات المنزلية، متسببا في حرمان الناس من النظافة، وأجهزة التواصل، حيث توقف الناس عن التواصل مع العالم ومع الوطن بسبب انقطاع السكان عن التفاعل مع ما هو خارج عن الجماعة ، بل ويحول دون شحن الهواتف النقالة لأجل الاتصال في حالة احتياج السكان لتدخل عاجل أو لسيارات الاسعاف، من اجل انقاذ النساء الحوامل او نقل المرضى او ضحايا لدغات الزواحف السامة بالمنطقة.
كما أن بواسطة الكهرباء، يتم تشغيل محركات الآبار التي أصبحت متعطلة ومتوقفة عن العمل مما يتسبب من حرمان الناس والحيوانات من الماء الصالح للشرب، وقد يزيد الأمر استفحالا، تعرضهم لمجموعة من الميكروبات والأوبئة في زمن الكوفيد الذي تعاني البشرية من ويلاته وهذا ما يتطلب تدخل وزير الفلاحة لإنقاذ ساكنة الجماعة من كارثة انسانية وحيوانية.
وحيث أن جماعة أولاد علي منصور، تعتبر من الجماعة التي تفتقد للمداخيل، بل وأنها أفقر جماعة بجهة طنجة – تطوان الحسيمة، وعاجزة عن أاداء فواتير استهلاكها المتعلقة بالإدارة، كما أن ذلك البتر حرم الساكنة من الانارة العمومية التي يحتاجون إليها ليلا، للوصول لمقرات سكناهم بجماعة، لازالت تعرف الكثير من المنعرجات وانعدام الأرصفة، وهجوم بعض الحيوانات المتوحشة على المسالك والدور السكنية، حيث تعتبر تربية المواشي واحد من مصادر عيشهم، إضافة إلى كون فشل الرئيسة في تدبير الأزمة قد زاد الطين، نتيجة وقوع الجماعة بسبب التعطل الذي تسبب فيه الرئيس السابق – عضو حزب العدالة والتنمية سابقا، وعضو حزب الاحرار حاليا – في مصالح السكان قد جاءت ثمار كل ذلك التدبير كارثة.
ومما يزيد الطين بلة، هو أن رئيسة الجماعة المتخرجة من كلية الحقوق، أبانت خلال تدبيرها للملف عن فقدان أي حس معرفي بتسيير وتدبير شؤون، سواء من حيث تجاهلها وجهلها بمقتضيات الفصل الثاني الخاص بالمرافق والتجهيزات العمومية التابعة للجماعة وفقا للمادة 83 من قانون الجماعات الترابية 113/14.
ورغم أن السكان وجهوا رسائل إلى المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء، وإلى السيدة رئيسة الجماعة قصد التحرك من أجل رفع الضيم الناتج عن تصرف القائمين على أمر المكتب مازالت درا لقمان على حالها، كما أنهم كاتبوا عمالة إقليم تطوان من أجل التدخل المستعجل لرفع الكارثة، فإنهم يأملون فقط في أن يتدخل وزير الداخلية شخصيا لمعالجة المشكل ، وحماية حقوق الناس والحيوانات في الشرب، وحقوق الاكفال في الدراسة، وحقوق العجزة والمرضى في الصحة..
إن ما يقع بدواوير اولاد علي منصور بقيادة بني حسان بإقليم تطوان، لكارثة ناتجة عن عقاب جماعي صادر عن المكتب الوطني للكهرباء يتطلب من الجميع التحرك لأجل تطويقه ومعالجته وحله.