أنا الخبر ـ الأيام 24
تناسلت الكثير من التكنهات سابقا، تشير إلى دفن أكبر مشروع بين المغرب ونيجيريا، تحت عدد من الملفات التي لم تعد تحظى بالاهتمام، لكن المكالمة الهاتفية بين الملك محمد السادس، والرئيس محمد بوهاري، والاتفاق على المضي قُدمًا في إنشاء مشروع خط أنابيب غاز بين البلدين، بالإضافة إلى مشروع أخر يتضمن إنشاء مصنع أسمدة، أعادت الضوء إلى واحد من بين أهم المشاريع العملاقة في القارة الإفريقية.
وأجرى الملك محمد السادس مباحثات هاتفية مع رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية، محمد بوهاري، وأعربا من خلالها عن عزمهما المشترك على مواصلة المشاريع الاستراتيجية بين البلدين وإنجازها في أقرب الآجال، ولا سيما خط الغاز نيجيريا-المغرب الذي سيمر عبر ست دول من بينها موريتانيا ثم إحداث مصنع لإنتاج الأسمدة في نيجيريا.
ومما لا شك فيه فإن مشروع الغاز بين المغرب ونيجيريا، سيفتح الباب أمام الرباط للدخول بقوة إلى منطقة غرب إفريقيا من بوابة الغاز النيجيري، كما يأتي ضمن استراتيجية المملكة المغربية، التي تسعى لتكون ضمن مجموعة دول غرب إفريقيا الاقتصادية، وهي سوق نشطة وواعدة في القارة الإفريقية، لكن حسب متتبعين، فإن كل من الجزائر وروسيا، لا تنظران بعين الرضا إلى مشروع نقل الغاز بين المغرب ونيجيريا، ويعتبرانه يهدد مصالحهما.
فروسيا، حسب متتبعين، ترى في قيادة المغرب لمشروع ضخم لنقل الغاز النيجيري عبر صحراء المملكة باتجاه القارة الأوروبية، تهديداً للغاز الروسي الذي تستعمله موسكو ورقة ضغط تجاه أوروبا في كل توتر يحدث، أما الجزائر التي هي أكبر مصدر للنفط والغاز إلى أوروبا، فتعتبره يضر بمصالحها الاقتصادية.
وأنبوب غاز سيمتد على طول 5660 كيلومترا بين نيجيريا والمغرب وسيمر هذا الأنبوب بكل من بينين وتوغو وغانا وساحل العاج وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا. وسيتم “تشييده على عدة مراحل ليستجيب للحاجات المتزايدة للدول التي سيعبر فيها وصولاً إلى أوروبا خلال الـ 25 سنة القادمة”.
وأعلن عن مشروع أنبوب الغاز في دجنبر 2016، بمناسبة الزيارة التاريخية التي قام بها الملك محمد السادس، إلى أبوجا حيث التقى الرئيس النيجيري، محمد بخاري، في تحسن ملفت للعلاقات بين البلدين.