أنا الخبر ـ آشكاين
في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الحكومة؛ سعد الدين العثماني، أن المغرب ملتزم بوقف إطلاق النار، وأنه لم تكن هناك سوى “مناوشات” واشتباكات متفرقة بين الجيش المغربي و”عصابات” البوليساريو في الأيام الماضية، مشددا على أن الجيش المغربي تلقى أوامر بالرد على الهجمات، تستمر البوليساريو في نشر نجاحات وهمية على الارض، وأنها قصفت قواعد عسكرية مغربية.
إدعاءات قيادة البوليساريو وما يروجه إعلامها، تقابله قيادة الجيش المغربي بصمت، في حين تواصل عملها في تأمين حركة التنقل في معبر الكركرات بالمنطقة العازلة، وسط مخاوف من توثر الامور في المستقبل القريب، خاصة أن البوليساريو أعلنت خرق اتفاق وقف النار؛ وتواصل استفزازها، الوضع الذي يطرح سؤال ماذا سيفعل المغرب إذا استمرت مناوشات البوليساريو بالجدار الأمني؟ وما هي الخيارات الطروحة أمامه؟ وهل يمكن أن يتجه نحو الخيار العسكري؟
الخيار العسكري:
أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء؛ محمد زين الدين، رد على سؤال “آشكاين”، بأن المغرب يمكن يتجه في أي لحظة إلى الخيار العسكري، على اعتباره أنه “في أرضه، ويمارس سيادته عليه”، مضيفا “إذا كانت هناك مناوشات من قبل البوليساريو، فالمغرب سيتصدى لها بالرد العسكري”.
وأوضح زين الدين، في حديثه مع “آشكاين”، أن “ملك البلاد أشار في خطابه الاخير إلى إمكانية الاتجاه إلى الخيار العسكري، حين قال إن أي محاولة لتغيير الوضع القائم؛ سوف تنتهي برد حازم”، مشددا على أن المغرب “سيتصدى بحزم لكل استفزازات قيادة الجمهورية الوهمية، خاصة أن هذه الاخيرة فشلت في كل شيء، ولم يتبقى أمامها إلا التلويح إلى دخول حرب، هي تعلم بعدم قدرتها عليها.
“لم يتبقى سوى الخيار الحربي لدى البوليساريو”، يسترسل أستاذ العلوم السياسية، الذي أكد أن “الجبهة فشلت في مسألة اقتسام خيرات المنطقة، وفشلت في ورقة إثارة مسألة حقوق الانسان، وفشلت في العمل الدبلوماسي، وتقارير مجلس الامن تبين ذلك”، لافتا إلى أنه “لم يتبقى أمام البوليساريو إلا التلويح بدخول الحرب، لكن هروبهم من الكركرات أظهر أننا أمام عصابات فقط”، وفق تعبير المتحدث.
الدفاع الشرعي الاستباقي:
أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة؛ رشيد لزرق، لم يذهب بعيدا عما ذهب إليه زين الذين، حيث أكد أن المغرب سيتجه إلى الخيار العسكري، بمنطق الدفاع عن النفس، في حالة استمرت مناوشات البوليساريو على طول الجدار الأمني، في تهديد السلم والاستقرار”، مشددا على أنه “يمكن إعمال الدفاع الشرعي الاستباقي من قبل المغرب، لضرب البوليساريو لما بعد الشريط الفاصل”.
لزرق، إعتبر أن الشرعية الدولية، تكفل للبلدان حق استخدام القوة المسلحة على سبيل الوقاية قبل وقوع العدوان، وهو “الحاصل من تهديدات جبهة البلويساريو”، مسترسلا “فنظرية الدفاع الشرعي الاستباقي لا تستوجب انتظار وقوع العدوان، لهذا يمكن للقوات المسلحة الملكية، تجريد العدو مما يملك من وسائل القوة تهدد سلامة واستقرار المغرب، حتى لو كان الخطر غير حال، وإنما قد يقع مستقبلاً”.
وخلص مُحدث “آشكاين”، إلى أن المادة 51 من ميثاق الامم المتحدة ووفقاً لقواعد القانون الدولي العرفي، ُتجيز للدولة استعمال القوّة، من خلال الدفاع الشرعي، لمجرد سماع تهديدات موجهة ضد الدولة، لافتا إلى أن “قضية الصحراء قضية وجود بالنسبة للمغرب، وليست فقط قضية حدود، وبالتالي فكل الخيارات مطروحة”، وفق تعبير المتحدث.