إذا أصبح النوم أو الاستلقاء بعد تناول الطعام عادة متأصلة، فإن عددًا من الآثار الصحية قد تلوح في الأفق على المدى الطويل، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مثل الفتق الحِجابي والسُّمنة وانقطاع التنفس أثناء النوم، ومن هذه الآثار:
زيادة الإصابة بالارتجاع المَعدي المريئي
يحدث الارتجاع المعدي ـ المريئي عندما ترتد أحماض المعدة بشكل متكرر إلى المري (الأنبوب الذي يصل الحَلق بالمعدة)، الأمر الذي يؤدي إلى تهيج بطانته الداخلية.
ويتظاهر الارتجاع المعدي المريئي بأعراض مختلفة مثل الحموضة في المعدة، والحرقة في الصدر، والطعم المر في الفم، والشعور بوجود كتلة في الجزء الخلفي من الحَلق، والسعال المزمن، وبحة الصوت، والغثيان، والرائحة الكريهة في الفم، وتميل هذه الأعراض إلى الاندلاع ليلًا، فتتداخل مع القدرة على النوم وتسبب الأرق.
ارتفاع الإصابة بداء باريت
داء باريت هو حالة طبية يتم فيها تلف البطانة الداخلية للمريء بسبب الارتجاع المتكرر والمزمن لأحماض المعدة إلى المريء، وتشمل مؤشرات هذا الداء الأعراض التالية: الحرقة في المعدة، القلَس، الارتجاع الحمضي، الألم في الصدر، صعوبة في البلع. وتكمن خطورة داء باريت في أنه قد يؤدي مع مرور الزمن إلى الإصابة بسرطان المريء في حال تم إهمال تشخيصه ومعالجته في الوقت المناسب.
عسر الهضم
عسر الهضم هو عدم الراحة في المنطقة العلوية من البطن، ويَصف المصابون به هذا الإزعاج بصورة أعراض متنوعة مثل الألم في البطن، والشعور بالامتلاء بمجرد تناول الطعام، والحرقة في أعلى البطن، والانتفاخ، والغثيان.
قد يساهم في زيادة الوزن
الذهاب مباشرة إلى سرير النوم بعد تناول وجبة العشاء يمكن أن يؤدي، مع مرور الوقت، إلى زيادة الوزن، ويقال إن توقيت الوجبة يؤثر على عملية التمثيل الغذائي وإفراز هرمون الإنسولين، مما يؤثر على إجمالي السعرات الحرارية اليومية، وما يزيد الطين بلة هو تناول الوجبات غير الصحية.
إيجابيات عدم النوم أو الاستلقاء بعد تناول الطعام
يقول الدكتور “بيتون بيروكيم” طبيب أمراض جهاز الهضم المعتمد في معهد أمراض الجهاز الهضمي في كاليفورنيا الجنوبية: “لا يوجد في الواقع أي نوع من الظروف أو السيناريوهات التي يوصى فيها بالاستلقاء أو النوم بعد تناول الطعام” ويتابع قائلًا: “إن ذلك يتعارض مع الاتجاه الطبيعي للجاذبية التي تعزز من صحة الجهاز الهضمي”.
وعدم الاستلقاء أو عدم النوم بعد تناول الطعام له تأثيرات صحية إيجابية، وفي هذا الإطار أفادت دراسة صغيرة نُشرت في مجلة علم وظائف الأعضاء التطبيقية والتغذية والتمثيل الغذائي، عن فوائد الجلوس بشكل جلوس مستقيم أثناء وبعد تناول الطعام بدلًا من الاستلقاء، فبعد أن درس الباحثون آثار تناول البروتينات في هاتَين الوضعيتَن، خلصوا إلى نتيجة مفادها أن التغذية في وضع جلوس مستقيم للجسم بدلًا من وضع الاستلقاء أدى إلى ما يلي:
سواء كنت على الشاطئ أو كنت في المنزل، فإنه ينصح بالانتظار فترات زمنية معينة قبل أن تستلقي على منشفة الشاطئ أو أريكة المنزل أو سرير النوم، لضمان عدم التعرض لمشكلات هضمية مزعجة أنت في غنى عنها. وبشكل عام، يمكن القول إن التوجيهات في هذا الخصوص توصي بالآتي:
وإذا كان العمل أو جدول الأعمال يجبرك على تناول الطعام والذهاب إلى السرير بعد فترة وجيزة، فإنه يُنصَح في هذه الحالة بتناول وجبة خفيفة قليلة الدسم وسهلة الهضم، مع البقاء في وضعية الجلوس لمدة 30 دقيقة قبل الخلود إلى النوم.
إدخال بعض التغييرات الجوهرية على نمط الحياة من شأنه أن يهيئ الجسم والعقل لتقبل تلك التغييرات، وبالتالي جعلها ثابتة على المدى البعيد، بهدف منع اللجوء إلى الاستلقاء المغري بعد تناول الطعام، وفيما يلي نشير إلى 3 استراتيجيات:
أولًا: اتباع نظام روتين معين
يقوم هذا الروتين على اتخاذ عدة خطوات هي:
ثانيًا: خلق بيئة مناسبة
إن خلق بيئة مناسبة يساهم في الحيلولة دون الاستلقاء بعد تناول الوجبة، ويتم خَلق هذه البيئة بناء على الأسس الآتية:
ثالثًا: إدارة التوتر
قد يعطل التوتر الجهود التي تُبذَل لتأسيس روتين سليم وصحي، من هنا أهمية القيام ببعض الخطوات التي تساعد في التعامل مع التوتر:
يميل كثير من الناس إلى النوم أو الاستلقاء بعد تناول الطعام مباشرة، خاصة بعد تناول وجبة ثقيلة ودسمة. قد تشعر بالراحة في البداية، ولكنك ستعاني، لأن الاستلقاء بعد تناول الطعام يعتبر دعوة مفتوحة لحدوث متاعب هضمية مزعجة، خاصة إذا كنت تعاني من حالة طبية معينة مثل الفتق الحجابي، أو الارتجاع المَعدي المريئي، لهذا فمن المهم أن تتجنب الاستلقاء مباشرة بعد الطعام.
هناك توجهات علمية قوية تفيد أن البقاء في وضع مستقيم ومنتصب بعد تناول الطعام، والمشي لفترة قصيرة، وتجنب النوم مباشرة، تعتبر خطوات مهمة للحفاظ على صحة جهاز الهضم، والتقليل من المشكلات المرتبطة بالطعام.