أنا الخبر ـ متابعة
ثلاثة أيام فقط تفصلنا عن إنفاذ القرار الجزائري القاضي بإلغاء أنبوب الغاز العابر للمغرب نحو أوروبا، متم شهر أكتوبر الجاري، تاريخ انتهاء عقد ثلاثي بين المغرب والجزائر وإسبانيا امتدت مدته لـ25 عاما، والذي ارتأت الجزائر وقفه ضمن حملة تصعيدية ضد المغرب، منذ إعلانها قطع العلاقات بشكل أحادية مع المغرب.
ويعني هذا الأمر أن المغرب لن يستفيد، في حال إنفاذ هذا القرار ما بعد الأحد المقبل 31 أكتوبر الجاري، (لن يستفيد) من حصته من الغاز الذي يعبر أراضيه، وهو الأمر الذي سيكبد إسبانيا والجزائر معا خسائر مالية كبيرة بعد ارتفاع تكاليف نقل الغاز المسيل نحو إسبانيا عبر سفن معدة لهذا الغرض.
وفي حال توقفه سيعتمد المغرب على بدائل أخرى، وفق ما كتبته “آشكاين”، منها ما هو جاهز وآخر في مراحله الأخيرة، علاوة على أن هذا الوضع يدفعنا للتساؤل في ظل ما تعرفه أسعار بعض المواد والمنتجات من ارتفاع، وهو الذي عزته الحكومة إلى ارتباطات بالسوق الدولية، فهل سيكون لهذا التوقف أثر على أسعار المواد الأساسية في المغرب؟.
وفي هذا السياق، استبعد أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس بالرباط الحاج الزاهد، أن “يكون لتوقف أنبوب الغاز المغربي أي تأثير”، موردا أن “عدم تأثير ذلك راجع لكون كمية الغاز التي يستعملها المغرب باعتباره بلد المرور الأنبوب، كان يستعملها من أجل توليد الطاقة الكهربائية في المحطة الحرار في تهدارت.
وشدد الزاهد في تصريحه لـ”آشكاين” دائما، على أن “الجزء الذي تغطيه هذه المحطة الحرارية ليس كبيرا جدا، وليس بمثابة مَوْرد لا يمكن تعويضه، بل على العكس من ذلك”.
مؤكدا على أن هذا الموْرد الذي يعتمد على الغاز الجزائري “يمكن تعويضه سواء بتوليد الطاقة الكهربائي من السدود أو من “الديزل” أو من الطاقات المتجددة، او بالاستيراد من إسبانيا مباشرة، كما يمكن أن يستورد المغرب الغاز المُسيّل وأن يتم استعماله في تهدارت، علما أن إسبانيا ستكون مستعدة لبيعنا الغاز الطبيعي المستعمل في الطاقة الحرارية لتهدارت”.
وتابع محدثنا أن “نسبة الطاقة التي تغطيها محطة تهدارت الحرارية في المغرب بأكمله لا تتجاوز 10 بالمائة، وبالتالي فالتأثير لن يكون بشكل كبير، علما أن هذه المحطة تستعمل فقط في حالات ذروة استعمال الطاقة الكهربائية”.
وأوضح أستاذ الاقتصاد نفسه أن “توقف الغاز عبر الأنبوب المغربي لا يمكن أن يؤثر على أسعار المواد الأساسية في المغرب، وعكس ذلك، إذا رجعنا لتأثير أسعار البترول في العالم على أسعار المنتجات التي تباع في المغرب، نجد أنها تؤثر، نظرا لأن البترول من المدخلات الأساسية سواء للنقل أو الانتاج، في حين أن حصتنا من الغاز الطبيعي الذي نأخذها من الأنبوب المتجه نحو أوربا فهي محدودة وتستعمل في محطة حرارية دورها محدود في إنتاج الطاقة الكهربائية في المغرب”.