لم تكن مهمة ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي، سهلة أثناء حضوره القمة العربية بالجزائر،
والمشاركة فيها دفاعا عن المصالح العليا للوطن، بتعليمات جلالة الملك محمد السادس، الذي لم يحضر أشغال القمة.
وكشف أنور مالك، الضابط السابق في الجيش الجزائري، والصحافي المعارض واللاجئ السياسي بفرنسا، وفق “الصباح”،
وقائع تلاعب الاستخبارات العسكرية الجزائرية، بالقمة العربية، وقال إن مصدره الاستخباراتي رفيع المستوى قدم له معطيات دقيقة منها،
إنه مباشرة بعد التأكد من نزول طائرة بوريطة بالجزائر تم إحداث خلية مكونة من 100 عنصر برتب عالية،
من مختلف الأجهزة الأمنية، تحت إشراف الجنرال جبار مهنا، الذي عين أخيرا على رأس جهاز الأمن الخارجي،
بعد إخراجه من السجن بتهمة الفساد.
وتم توزيع عناصر الاستخبارات على المطار والفندق والاقامات، وحتى داخل قاعة الاجتماع، وفي أروقتها، مجهزة بتقنيات التصوير عن بعد،
وتسجيل كلام الوزير المغربي، عبر الاقتراب منه بأي طريقة للاستماع إليه وهو يتحدث إلى نظرائه بدول عربية أخرى، أو إلى مسؤولي جامعة الدول العربية.
وأضاف المتحدث نفسه، في شريط فيديو بثه في موقعه الرسمي، أن السلطات الجزائرية أرادت وبكل الوسائل إبعاد المغرب من القمة، وأصدرت تعليماتها لوضع عراقيل أمام بوريطة وملاحقته أمنيا في أي مكان حل به،
والتقاط صور له مع أعضاء الوفد المشاركة، ومعرفة ما دار بينه وبينهم من معطيات كشف مالك خطة الجنرال مهنا، التي وضعت هدفا لها دفع بوريطة إلى مغادرة القمة، عبر استفزازه بشتى الطرق،
إذ استقبله في المطار شخص أقل شأنا من المسؤول الذي استقبل كافة الوفود، وإبعاد الصحافة الجزائرية عنه، وحجب صوره في مختلف وسائل الإعلام الجزائرية الرسمية والخاصة التابعة للعسكر الجزائري،
وعدم وضع العلم الجزائري إلى جانب المغربي في السيارة التي أقلت بوريطة كما جميع السيارات.
وأضاف مالك وفق “الصباح” دائما، أن بوريطة أفشل الخطة بابتسامة عريضة جعلته يعتلي منصة مواقع التواصل الاجتماعي، وقربت إليه مختلف وسائل الإعلام الدولية،
واصفا خطة مهنا ب”الغباء”، مؤكدا أن العسكريين في الجزائر لا يفقهون شيئا في العمل الدبلوماسي، ووقعوا في شرك الفخاخ التي نصبوها للرجل.
وقال إن السلطات الأمنية هي التي طلبت من القناة الجزائرية الدولية بث خريطة للمغرب بدون صحرائه،
وروجت أنها شريك إعلامي لجامعة الدول العربية،
ما دفع بوريطة إلى كشف المناورة وإحاطة الجامعة علما بها، فتوقف الاجتماع لرد الاعتبار للمغرب بدعم كافة الدول العربية،
فاضطرت القناة إلى تقديم اعتذار رسمي وادعت أن الخطأ تقني، وهو في الحقيقة بإيعاز من الاستخبارات العسكرية.
ومنع الجنرال مهنا وزير خارجية بلاده رمطان العمامرة من عقد لقاء مع نظيره المغربي، تحت التهديد،
ما جعل وزير الخارجية الجزائري يتهرب من الالتقاء ببوريطة، ولو في حفل العشاء، يضيف مالك،
بل إن الجنرال سعيد شنقريحة هو من أحبط شخصيا الوساطة السعودية الإماراتية لعقد مصالحه بين الجزائر والمغرب،
وأقسم أن يحضر أشغال القمة العربية بلباس مدني، لتأكيد أنه هو الحاكم الفعلي للبلاد، وليس عبد المجيد تبون.
وأكد المتحدث نفسه أن الجنرال مهنا وشنقريحة هما من سربا لوسائل إعلام بلدهما إشاعة مغادرة بوريطة الجزائر غاضبا،
وروجا أن خطتهما نجحت في طرد بوريطة الذي وصف من قبلهما ب”الثعلب” الماكر، لكن تأكد فيما بعد فشل كرههما.
وحينما طلب من لعمامرة في الندوة الصحفية، تسريب خبر غياب الملك في أخر لحظة،
وضياع فرصة الالتقاء برئيس الجزائر في المطار لحل المشاكل القائمة،
رد بوريطة بأن الظروف لم تكن متوفرة، وأن ملك المغرب لا يرتب أجندة اللقاء مع زعماء الدول في الغرفة الشرفية للمطار،
بل وجه دعوة لتبون لزيارة الرباط لأجل الحوار، وهذا أغضب الجنرالات الذين وزعوا قصاصة خبرية تضمنت شتائم لبوريطة.