أنهت عناصر الشّرطة الإقليمية في كرسيف، مؤخّرا، الأنشطة الإجرامية لشابّة ولجت عالم الإجرام بطريقة غريبة، إذ تقصد المساجد لسرقة المصاحف.
وتعمد المعنية بالأمر إلى السّطو على المصاحف الموضوعة رهن إشارة المُصلّين، بعد أن تتسلل إلى المساجد بطريقة “احترافية”.
وقد تمّ إيقاف الجانحة داخل بالمسجد العتيق في مركز گرسيف، مُتلبّسة بحيازة مجموعة كبيرة من المصاحف.
وقد افتضحت أمر الموقوفة، وفق مصادر متطابقة، بفضل يقظة إمام المسجد المذكور،
بعد أن اكتشف باختفاء” أعداد كبيرة من “كتب الله” من مسجده.
وفطن هذا الإمام، وفق المصادر ذاتها، إلى أن عددا كبيراً من المصاحف “يختفي” باستمرار، ما جعله يقتنع بأنّ الأمر يتمّ بفعل فاعل،
وليس مجرّد نتيجة ضياع هذه المصاحف خلال تنظيف المسجد وترتيبه.
ولكي يكشف أمر هذا اللص أو اللصوص المحتمَلين، قرّر الإمام أن يترصّد للمعني أو المعنيين بالأمر، حتى يعرف من يكونون،
ليُفاجَأ بأنّ شابة (في العشرينات من عمرها) هي التي تقف وراء هذه السّرقات المتكرّرة،
بعدما ضبطها وهي تتحوزّ أعداد كبيرة المصاحف تعمد إلى إخفائها بين ثنايا ملابسها.
وترصّد الإمام للمعنية بالأمر وهي تتسلّل إلى المسجد وتسرق المصاحف، ليضبط متلبّسة ويفشل محاولتها هذه المرة.
وقد حاولت هذه السّارقة الغريبة تبرير أفعالها الإجرامية بادّعائها أنها تأخذ المصاحف لكي “تتبرع” بها على من هم في حاجة إليها، تشجيعاً منها لهم على تلاوة القرآن..
وقد استنفرت الواقعة، بحسب المصادر ذاتها، صالح الأمن، التي حلت عناصر تابعة لها بالمسجد المعني بهذه السّرقات غير المعهودة.
وجرى اقتياد المعنية بالأمر إلى مقرّ الشرطة لمواصلة التحقيق معها حول ملابسات هذه الواقعة الغريبة.
وقد خلّفت الواقعة استياء عارما وسط سكان المدينة لكون السّارقة اختارت سرقة “بيوت الله”،
لا سيما أن الفاعلة ليست سوى فتاة كانت ضمن جانحين يستهدفون سرقة أحذية المصلين من المساجد ليبيعوها في أسواق “البال” بعد ذلك.
وقد فتحت عناصر الشّرطة القضائية في گرسيف بحثا قضائيا بإشراف النيابة العامة لكشف كافة ملابسات وظروف تنفيذ الموقوفة لسرقاتها للمصاحف وخلفياتها الحقيقية.
كما يريد المحققون أن يعرفوا ما إذا كانت المعنية بأمر هذه السّرقات غير المسبوقة متورّطة في جرائم أخرى،
في انتظار إحالتها على وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية.