باقتراب موعد إعلان الدولة المنظمة لكأس إفريقيا “كان 2025” تضمحلّ يوما بعد يوم حظوظ الجزائر في نيل شرف التنظيم نتيجة وقائع مثيرة أثرت بالسّلب في ملفّ “القوة الضّاربة”.
وأجملت منابر مختصّة عوامل إضعاف حظوظ الجارة الشّرقية في احتضان هذه المنافسة القارّية المُهمّة في أربعة عوامل رئيسية ربّما انتهت بسببها خارج السّباق لصالح المغرب.
ويتمثل أول هذه العوامل، وفق المصادر ذاتها، في “خلط” النظام العسكري الأمورَ السّياسية بالرياضية خلال افتتاح الدّورة الأخيرة من “الشان”، التي احتضنتها ملاعبها.
هكذا “ضربت” الجزائر حظوظها بنفسها أكثر ممّا ضربها بلد آخر، بعدما سقط “الكابرانات” الذين يتحكّمون في شؤون “جيراننا” الشّرقيين في فخّ “عجن” الأمور السياسية بالرّياضة،
التي يفترَض فيها وفق ما هو متعارف عليه عالميا، أن تنأى بنفسها عن صراعات السّياسيين وتطاحناتهم.
فقد ظنّ نظام العسكر الجزائري أنه قد ” استغلّ” مناسبة تنظيم دورة “الشّان” الأخيرة على أراضيه حين عمد،
في افتتاح هذه التظاهرة إلى مواصلة “تصفية حساباته” الوهمية مع “عدوه” الدّائم، في شخص المغرب،
لكنه في الحقيقة لم يفعل أكثر من “نسف” حظوظه في تنظيم “كان” 2025.
وكانت “غلطة” جنرالات “الكراغلة” أنهم استدعوا “الصّغير” مانديلا، الذي ألقى خطابا “سياسياً” يشحنة كبيرة من التحريض ضدّ الوحدة الترابية للمغرب،
في افتتاح تظاهرة رياضية ربّما نسوا أنّ أنظار العالم تتابع “كواليسها” أكثر ممّا تتابع ما يظهره هذا النظام المفلس في تلفزيونه الرّسمي.
أمّا العامل الثاني فيتمثل في إصرار “الكراغلة” على موقفهم القاضي بإغلاق أجوائهم في وجه طائرة المنتخب المغربي خلال هذه التظاهرة.
فقد أجبرت هذه العنجهية من جانب “كابرانات” الجزائري وإصرارهم العجيب على “إقصاء” المنتخب الوطني المغربي،
من خلال “إجباره” على ضرورة السفر عبر تونس إن هو أراد دخول الأراضي الجزائرية.
وقد انتهى هذا “التعنّت” في “إقصاء” المنتخب المغربي من المشاركة في هذه النهائيات، ما “ضرب” بدوره وبقوة حظوظ الجزائر في تنظيم الكان،
لا سيما في ظلّ تحقيق “الأسود” إنجازا تاريخيا ببلوغهم المربّع الذهبي في المونديال القطر الأخير.
وكان بإمكان “الأسود” المحليين التتويج بلقب “الشّان” الأخير، خصوصا أنه حامل اللقب والفائظ به في الدورتين الأخيرتين توالياً.
كان 2025.. آخر خطأ
العامل الثالث يتمثل، وفق المنابر ذاتها في الأحداث المؤسفة التي تخللت المباراة الأخيرة،
التي جمعت “شبيبة القبايل” الجزائري بنظيره الوداد الرياضي البيضاوي في إطار دوري أبطال إفريقيا.
فقد سجّل “الكراغلة” هدفاً عكسياً إضافيا في مرماهم خلال هذه المباراة،
التي تعرّضت بعثة الوداد لمضايقات تابعتها الصّحافة الدّولية، ما زاد صورة الجزائر “سوءاً على سوء” في أنظار العالم أجمع.
فمنذ وصول بعثة النادي البيضاوي إلى الجزائر تم تجريد طاقمه الإعلامي من آلات التصوير ووسائل العمل،
وتعمّد منظمو المباراة رفع العلم الجزائري في ملعب تيزي وزو بينما رفضوا رفع العلم المغربي.
تصرّف قابلته إدارة الوداد بتقديم احتجاج رسميّ لدى “الكاف”،
تقرّر على إثره وفورا “إنزال” العلم الجزائري أيضا بعدما برّر المنظمون عدم رفع الرّاية المغربية بتبرير صبياني.
وإضافة إلى “تنكيس” العلم الجزائري “بالقوة” بعد اعتراض إدارة الوداد، سيكون لهذا السّلوك الأرعن من اللجنة المنظمة للمباراة نتائجه على المديَين المتوسّط والبعيد،
بعد أن يتوصّل “الكاف” بتقرير مفصّل حول هذه الواقعة، التي لا تمتّ إلى الرّياضة بأية صلة..
“كان 2025” خطأ أخير
أمّا “الصّفعة” الأخيرة التي وجّهها نظام “الكراغلة” إلى خدّ الجزائر،
وهو العامل الرّابع سيُسهم في القضاء على “أحلام” الجزائر بتنظيم “الكان” المقبل،
فهو منع الوفد الإعلامي المغربي من تغطية ألعاب البحر الأبيض المتوسط.
فقد منعت سلطات “كوريا” الشّرقية الوفد الإعلامي المغربي من حقه الطبيعي المكفول له بموجب كلّ القوانين والأنظمة،
المتمثل في تغطية ألعاب البحر الأبيض المتوسط، التي أقيمت صيف السنة الماضية في وهران الجزائرية.
و”احتجزت” أجهزة الأمن في “الجارة”، يا حسرة، أفراد الوفد الإعلامي المغربي عدة ساعات في المطار، بل مُنعوا من مغادرة المطار والالتحاق بفندق إقامتهم.
وأصرّت سلطات “الكراغلة” على منع الإعلاميين المغاربة من تغطية مشاركة مواطنيهم الرّياضيين المغاربة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط.
وقد أجبرت هذه الواقعة المؤسفة الوفد الإعلامي المغربي، على أن يعود إلى أرض المغرب دون أن يتمكّن من من القيام بواجبه المهني..
تصرّفات خرقاء تنتمي إلى “العهود السّحيقة” وتذكّر بأجواء “الحرب الباردة”،التي تخلّص منها العالم أجمع إلا أدمغة “كراغلة” و”عسكر” الجارة الشّرقية،
التي ضربت بذلك ما تبقى لها من مصداقية أمام الأجهزة الرّياضية الدّولية،
التي ما فتئت تُشدّد على ضرورة النأي بالشّأن الرّياضي عن “حسابات” السّياسة والسّياسيين، لا حياةَ لـ… “الكْراغلة”!