يشهد العالم ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة، ولكن ما حدث في إيران مؤخراً يتجاوز بكثير أي توقعات سابقة.
فقد أعلنت السلطات الإيرانية عن تسجيل درجة حرارة محسوسة قياسية بلغت 82.2 درجة مئوية، وهو رقم غير مسبوق على مستوى العالم.
ما هي الحرارة المحسوسة؟
الحرارة المحسوسة هي مؤشر لمدى حرارة الجو بالنسبة للإنسان، وهي تجمع بين درجة الحرارة الحقيقية والرطوبة النسبية. فكلما ارتفعت الرطوبة، زادت صعوبة تبخر العرق من الجسم، وبالتالي زادت الشعور بالحرارة. لذلك، فإن درجة الحرارة المحسوسة تعطي صورة أكثر دقة عن مدى تحمل الإنسان للحرارة.
أسباب هذه الكارثة الحرارية
يرجح الخبراء أن يكون السبب الرئيسي وراء هذه الحرارة القياسية هو ارتفاع درجة حرارة مياه الخليج العربي بشكل غير مسبوق، حيث سجلت مؤخراً 35 درجة مئوية. هذا الارتفاع في درجة حرارة المياه يؤدي إلى زيادة تبخر المياه وبالتالي زيادة الرطوبة في الهواء، مما يرفع بدوره من درجة الحرارة المحسوسة.
تأثير هذه الحرارة على الإنسان والبيئة
هذه الحرارة الشديدة تشكل خطراً كبيراً على صحة الإنسان، حيث تزيد من خطر الإصابة بضربة الشمس والجفاف وأمراض الجهاز التنفسي.
كما تؤثر على الزراعة والبيئة بشكل عام، حيث تتسبب في جفاف التربة وموت المحاصيل، وتؤدي إلى زيادة حدة الجفاف وتدهور الأنظمة البيئية.
تحذير للعالم أجمع
هذه الحرارة القياسية في إيران هي جرس إنذار للعالم أجمع، حيث تؤكد على خطورة التغيرات المناخية وآثارها المدمرة.
ويجب على الدول اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة، حفاظاً على كوكبنا ومستقبل الأجيال القادمة.
دعوة إلى العمل
إن ما يحدث في إيران هو دليل قاطع على أن التغيرات المناخية ليست مجرد تهديد مستقبلي، بل هي واقع نعيشه الآن. يجب علينا جميعاً، أفراداً وحكومات ومؤسسات، أن نتحمل مسؤوليتنا في مواجهة هذه الأزمة العالمية.
ويجب أن نعمل معاً لتطوير حلول مبتكرة للحد من آثار التغيرات المناخية والتكيف معها.
ختاماً، فإن الحرارة القياسية التي سجلت في إيران هي تذكير صارخ بأننا بحاجة إلى تغيير جذري في طريقة تعاملنا مع كوكبنا. يجب أن نتحرك الآن قبل فوات الأوان.