قهوةٌ تقي من مخاطرِ الجلوسِ الطويلِ! وفي التفاصيل،
اكتشفت دراسةٌ حديثةٌ ضمّت أكثر من 10 آلاف شخصٍ في الولاياتِ المتحدةِ فائدةً غير متوقعةٍ للقهوةِ، حيثُ أظهرت أنّ شربَها يومياً قد يُحمي من مخاطرِ الجلوسِ لفتراتٍ طويلةٍ تصلُ إلى 6 ساعاتٍ أو أكثر.
وأوضح باحثو جامعةِ Soochow في الصين أنّ دراستهم تُعدّ الأولى من نوعها في تقييمِ الفوائدِ الصحيةِ للقهوةِ فيما يتعلقُ بمقاومةِ زيادةِ خطرِ الوفاةِ الناتجةِ عن قلةِ الحركةِ.
ووجد فريقُ البحثِ أنّ شربَ القهوةِ يُلغي بشكلٍ أساسيٍ الارتباطَ بين أنماطِ الحياةِ المستقرةِ والوفاةِ بسببِ أمراضِ القلبِ والأوعيةِ الدمويةِ، والوفياتِ الناجمةِ عن جميعِ الأسبابِ.
يُعدّ هذا الاكتشافُ مفاجئاً للغايةِ، خاصةً مع وجودِ دراساتٍ تُشيرُ إلى أنّ حتى ممارسةَ الرياضةِ قد لا تُحمي بشكلٍ كاملٍ من الجوانبِ الصحيةِ طويلةِ المدى للجلوسِ لفتراتٍ طويلةٍ، مثل مرضِ السكري من النوعِ الثاني وأمراضِ القلبِ أو السكتةِ الدماغيةِ.
أظهرت الدراسةُ أنّ الأشخاصَ الذين جلسوا أكثر من 8 ساعاتٍ يومياً شهدوا خطراً متزايداً للوفاةِ بجميعِ الأسبابِ، والوفاةِ بسببِ أمراضِ القلبِ والأوعيةِ الدمويةِ، مقارنةً بأولئك الذين جلسوا أقلّ من 4 ساعاتٍ يومياً.
لكنّ الجزءَ المثيرَ للاهتمامَ الذي لم تحدده أيّ دراسةٍ أخرى سابقاً، تمثّل في أنّ الأضرارَ المرتبطةَ بالجلوسِ شوهدت فقط لدى “البالغين الذين لا يستهلكون القهوةِ”.
فقد انخفض خطرُ الوفاةِ بسببِ أمراضِ القلبِ والأوعيةِ الدمويةِ لدى المشاركينَ الذين اتّبعوا نمطَ حياةٍ خاملًا وكانوا من شاربي القهوةِ، بغض النظرِ عن عددِ الفناجينِ اليوميةِ التي يستهلكونها.
علاوةً على ذلك، واجه أولئك الذين شربوا أكبرَ كميةٍ من القهوةِ (أكثر من فنجانين ونصف في اليومِ) خطراً أقلّ للوفاةِ الناجمةِ عن جميعِ الأسبابِ مقارنةً بالأشخاصِ الذين لا يشربون القهوةَ، ولكنّهم يجلسون أيضاً لمدّةِ 6 ساعاتٍ على الأقلّ.
وبينما لا تُقدمُ النتائجُ السببَ الكامنَ وراءَ هذا التأثيرِ الوقائيّ المحتملِ للقهوةِ ضدّ الأضرارِ المرتبطةِ بالجلوسِ، إلّا أنّ دراساتٍ سابقةً ربطت القهوةَ بحياةٍ أطولَ وأكثرَ صحةً بشكلٍ عامٍ.
كما أظهرت الدراساتُ أنّ الكافيينَ في الدمّ يُقلّلُ من خطرِ الإصابةِ بمرضِ السكري من النوعِ الثاني أو أمراضِ القلبِ والأوعيةِ الدمويةِ.
وتُعدّ القهوةُ منزوعةَ الكافيينِ غنيةً بمضاداتِ الأكسدةِ أيضاً، التي قد تساعدُ في تعزيزِ عمليةِ الاستقلابِ وتحدّ من الالتهابِ.
وخلص الباحثون إلى أنّ “القهوةَ مثيرةٌ للاهتمامِ، وهناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من البحثِ لاستكشافِ أسرارها”.
وبشكلٍ عامٍ، تُشيرُ هذه الدراسةُ إلى أنّ شربَ القهوةِ باعتدالٍ قد يُقدمُ فوائدَ صحيةً إضافيةً، بما في ذلك تقليلُ مخاطرِ الجلوسِ لفتراتٍ طويلةٍ.
لكن من المهمّ ملاحظةُ أنّ هذه الدراسةَ لا تُثبتُ أنّ القهوةَ تُسبّبُ هذا التأثيرَ الوقائيّ، بل تُشيرُ إلى وجودِ ارتباطٍ فقط.