اهتزت قلعة السراغنة، الخميس الماضي، على وقع حادث غريب يتمثل في قيام شاب بحفر قبر والده المتوفي وانتشال جثته.
وحسب ما كتبته “الصباح”، فإن المعلومات الأولية للبحث، كشفت أن الواقعة التي شهدها دوار أولاد ناصر بإقليم قلعة السراغنة،
تمت إثر قرار الشاب التوجه إلى المقبرة ليشرع في حفر قبر والده، قبل أن ينهي فعله غير السوي بانتشال جثة أبيه وإخراجها.
وأضافت المصادر ذاتها، أن الضحية توفي إثر مضاعفات تعرضه للدغة عقرب، ليتم دفنه قبل شهرين بمقبرة أولاد ناصر،
وفق الإجراءات المعمول بها قانونيا وشرعا كباقي الأموات.
وأورت مصادر متطابقة، أن المشتبه فيه الذي كان يقيم بألمانيا قبل أن يعود إلى وطنه ويستقر مع عائلته، أصيب بصدمة عقب وفاة والده،
ما تسبب له في حدوث اضطرابات نفسية جعلته يقوم بعدة سلوكات مريبة، إلا أن أسرته لم تكن تظن أنه يمكن أن يبلغ به الحد إلى تخريب قبر والده وإخراج جثته.
درك قلعة السراغنة يدخل على الخط
وتم افتضاح الواقعة، حينما تفاجأ عدد من مرتادي المقبرة بوجود قبر مفتوح يحمل آثار تخريب ونبش،
وهو ما حدا بهم إلى إلقاء نضرة عليه للتأكد مما تعرض لتخريب ما، إلا أن الصدمة كانت كبيرة حينما لم يتم العثور على الجثة المدفونة.
ولخطورة الفعل المرتكب، حلت السلطات المحلية والقوات المساعدة بالمكان، قبل أن تستنفر مصالح الدرك الملكي عناصرها،
لتحل بمسرح الجريمة، بحثا عن خيط رفيع يقود إلى هوية المرتكب وكذا لمعرفة مصير الجثة المختفية.
ومكن قيام السلطات المحلية والدرك الملكي بتحرياتها الدقيقة وأبحاثها الميدنية من فك لغز الواقعة الإجرامية،
إذ تم التوصل إلى مكان الجثة بعد أن عقر عليها بمنزل صاحبها المتوفي.
وكشفت التحقيقات الأولية أن الإبن الذي يعاني من اضطرابات نفسية بعد وفاة والده، وهو الفاعل،
فبعدما لم يستوعب وفاته رغم مرور شهرين على الواقعة، قرر في لحظة ضعف إنساني التوجه،
إلى مقبرة الدوار وحفر القبر واستخراج الجثة لإعادتها إلى البيت، لعدم تقبل حقيقة الفراق وتحمل لوعة الاشتياق لأعز شخص لديه.
ولخطورة الفعل المرتكب، تقرر إيقاف الإبن المشتبه فيه واعتقاله واقتياده إلى مركز الدرك الملكي،
لمباشرة بحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة، حول الأفعال الإجرامية المنسوبة إليه،
لكشف ملابسات القضية وظروف وقوعها وخلفياتها الحقيقية، وكذا للتأكد من السلامة العقلية للموقوف، قبل اتخاذ المتعين قانونا.