عيد الأضحى المبارك.. بالرغم من ارتفاع أثمان الأكباش الذي يعزوه عدد من “الكسابة” إلى أسعار العلف، وتبعات السياق العالمي، وشح التساقطات المطرية، تعيش أسواق الأضاحي بكل من مدينتي الرباط وسلا على وقع إقبال ملحوظ على اقتناء الأضاحي وذلك قبيل الاحتفاء عيد الأضحى المبارك.
و هكذا، يواصل المغاربة بمختلف شرائحهم الاجتماعية البحث عن الأضاحي مهما كلفهم الأمر، فمنهم من اقتنى أضحيته ومنهم من ينتظر ويفرغ الجهد في البحث عن تلك التي تتسق مع قدرته الشرائية، بعيدا عن أعين “الشناقة” ودسائسهم.
وفي هذا الاتجاه، وقفت وكالة المغرب العربي للأنباء عند سير عملية بيع الأضاحي ببعض الأسواق والضيعات المتواجدة بتراب مدينتي الرباط وسلا، وسجلت وفرة رؤوس الماشية المخصصة للعيد، سواء الوطنية منها أو الأجنبية التي تم استيرادها في إطار التحفيزات التي قدمتها الوزارة الوصية على القطاع.
“وفرة العرض تخفي وراءها إقبالا ضعيفا على الأضاحي”، هذا ما أفصح عنه محمد، بائع الخرفان الذي يتجشم يوميا عناء رحلة ذهاب وإياب إلى الرماني التي تبعد عن سوق الأضاحي بسلا بزهاء ساعتي زمن.
ولفت إلى أن “الأمر سيان بمختلف أسواق جهة الرباط -سلا -القنيطرة”، مضيفا “ننتظر فقط الأيام المقبلة فهي وحدها التي تساعد على تسجيل انتعاشة ورواج يكافئ تعبنا واستعدادنا لتوفير الأضاحي “.
وبخصوص الكبش “الإسباني” (الميرينوس)، أعرب هذا “الكساب” عن ريبته بشأن أصناف الأضاحي الأجنبية برمتها، معتبرا إياها “بالغريبة عن تربتنا”.
وتابع قائلا “أصناف الأضاحي التي نوفرها ذات جودة عالية، كما أن الأغنام متوفرة بالسوق وبأثمنة تكافئ جهدنا وعملنا الدؤوب”، معبرا عن ارتياحه لظروف العمل المواتية في هذه السوق، ومنوها بجهود كل المتدخلين، ومن ضمنهم المصالح البيطرية التي تقوم بمهامها على أحسن وجه.
وأوضح أن كل أصناف الأكباش متوفرة في السوق، من قبيل “الصردي” و”البركي” و”الدمان”، مشيرا إلى أنه تم استقدام الأغنام من مختلف ربوع المملكة، وخاصة البروج، وسيدي يحيى زعير، وسيدي بطاش، إضافة إلى تاوريرت، وبركم في الجهة الشرقية .
من جهته لجأ نوفل، الموظف بمدينة تمارة، لضيعة توفر سلاسة معتبرة من الأكباش، محصنا نفسه من “دسائس” بعض الباعة الذين يعمدون إلى أساليب مشبوهة لترويج بضاعتهم، “استعضت عن سوق الأضاحي للموسم الثاني على التوالي، فقصدت ضيعة بجماعة السهول توفر سلاسة الصردي التي تستجيب لمتطلباتي”.
وأضاف أنه وبالرغم من الارتفاع الملحوظ في ثمنها بزهاء 1500 درهم مقارنة مع السنة الفارطة، “إلا أنني اقتنيت ما يرضيني ويساعدني على تعظيم هذه الشعيرة”، منوها بالتنظيم المحكم، والشروط الصحية التي يمتثل لها أصحاب هذه الضيعة.
“الغاية هي حسن إنزال هذه الشعيرة منزلتها التي تستحق، امتثالا لأمر إلاهي، وصلة الرحم بين الأهل والأقارب، ثم تهييئ ما لذ وطاب من أكلات يضج بها المطبخ المغربي، وقوامها لحم غنمي تتلمظ عليه الشفاه، وكان قد وجد كلأه ومرعاه في كل ما هو طبيعي، بعد أمطار الخير التي أنقذت الموسم الفلاحي مؤخرا”، هذا ما صرحت به غيثة، زوجة نوفل، التي زكت بدورها طرح زوجها في الاستعاضة عن أسواق الأضاحي، بضيعات توفر أخرى ممتازة ولو على حساب الثمن.
وكان وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، قد أفاد بأنه تم ترقيم 5,8 مليون رأس من الأغنام والماعز، منها 158 ألف رأس مستوردة، مؤكدا أن العرض يفوق بكثير الطلب.
وأبرز الوزير، في معرض جوابه على سؤال شفوي بمجلس المستشارين مؤخرا حول الاستعدادات لعيد الأضحى، أن مجموع القطيع الوطني من الأغنام يبلغ 20,3 مليون رأس، بانخفاض 2 في المائة بالنسبة للسنة الماضية، فيما يبلغ قطيع الماعز 5,4 مليون رأس، بناقص 4 في المائة بالنسبة للسنة المنصرمة، مشيرا إلى أنه تم تسجيل 214 ألف وحدة لتربية وتسمين الأغنام والماعز الموجهة لعيد الأضحى.
يشار إلى أن الدليل المسطر من طرف وزارة الداخلية ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، تضمن مختلف المراحل التي تسلكها الأضحية، بما في ذلك التدابير التنظيمية لضمان حسن سير أسواق الماشية الموجودة سلفا أو المستحدثة مؤقتا لتخفيف الضغط في هذه المناسبة، إلى جانب الممارسات الخاصة بممتهني الجزارة وغيرها من المهن الموسمية خلال فترة العيد.