المصدر: كيفاش
يوم الاثنين الماضي، أجرت الإذاعة والتلفزة الجزائرية حوارا مع شخصين، قيل إنهما مغربيين ألقي عليهما القبض في منطقة حدودية بشبهة تهريب المخدرات.الإعلام الجزائري “المسيميم”، كما وصفه نشطاء مغاربة في الفضاء الأزرق، حول، بقدر قادر، رجلين بسيطين يتحدران من بوعرفة في إقليم فجيج إلى تاجري مخدرات لا يشق لهما غبار عبر “الحدادة”.
الحقيقة
الحقيقة أيها السادة الكرام، تقول الصحفية نعيمة لحروري، ابنة الجهة الشرقية، “أن هذين الرجلين بدويان بسيطان من بوعرفة، يعيشان وضعا مأساويا وحالة متقدمة من الفقر والحاجة بسبب توالي سنون الجفاف..”.الحقيقة الأهم، تضيف لحروري، في تدوينة كتبتها على صفحتها في الفايس بوك، “هي أن هذين المسكينين لا علاقة لهما بالمنسوب إليهما من تهم ملفقة واعترافات منتزعة قسرا..
فمثلا من يعرف “بوجمعة لعصيبة”(يمين الصورة) يعرف أنه بدوي أمي يقطن خيمة متهالكة بمنطقة “معدر الكبش” ويمتهن أيام البرد بيع الحطب الذي يأتي به من الجبال على الحدود مع الجزائر.. كان فقيرا ولا يزال.. ولا أظن أن أحدا يمكن أن يكلفه بنقل بضاعة تساوي مئات الملايين”، تلك “الحرفة”، تضيف الصحفية المغربية “لها أهلها من الجانبين والذين يعرفون ثقبها خرما خرما!”.
وطالبت الإعلامية المغربية بمحاسبة “إعلام العسكر” دوليا على انتهاكه لقرينة البراءة وامتهانه المقيت لكرامة مواطنين مغربيين، على حد تعبيرها.
هذا منكر فأنكرناه
“اللهم إن هذا منكر فأنكرناه”، هكذا دون مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، القيادي السابق في جبهة البوليساريو، الذي يعيش في موريتانيا عبر صفحته الفايسبوكية.مصطفى سلمى وصف الشريط الذب عرضه التلفزيون الجزائري الرسمي للمغربيين المعتقلين ب” غير الأخلاقي و غير قانوني”.الشريط التلفزيوني، يقول الناشط السياسي المتحرر من جحيم الجبهة الانفصالية، “يظهر شيخين مغربيين في وضعية مذلة و مهينة حاطة بالكرامة الانسانية، ولا علاقة له بمهنة الصحافة و لا يبرره من شيء غير أن يكون في أعلى هرم سلطة الاعلام في الجزائر أناس مرضى فقدوا إنسانيتهم، و يريدون زرع الحقد و الكراهية و العداء بين الشعوب”.
إعلام تيكور ويعطي لعور
هذا «التعامل لا يليق بالجزائر ولا بالقانون ولا بالقيم، ويجعل القضية كلها محل علامات استفهام في هذه الظروف القائمة بين البلدين» (الجزائر والمغرب). هكذا علّق الصحافي والحقوقي أنور مالك على الاستنطاق الذي تعرض له شخصين يفترض أنهما مدربين ضبطا حاملين للمخدرات.وقال الحقوقي الجزائري “للأسف الجزائر أبتليت بأشباه مسؤولين يسيئون للقانون والقضايا العادلة بسلوكيات مثل التي شاهدناها في التلفزيون العمومي الذي مازال يتكوّر في الرداءة ويتعوّر من غير المهنيين وللأسف بلغ السوء منتهاه مع رداءة تجذرت حتى في مؤسسات أمنية وقضائية”.