بقلم: جعفر الحر
لا حديث في صفوف المحتجزين في مخيمات تندوف في الأيام القليلة الماضية إلا عن مظاهر البذخ والإسراف الذي ميز حفل زفاف ابنة أحد المسؤولين في قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية، في الوقت الذي يعانون فيه غياب أبسط حقوق العيش الكريم، وافتقارهم لمجموعة من المواد المعيشية الأساسية، وتشديد الخناق عليهم من طرف مسلحي البوليساريو من جهة، ومن طرف عسكر الجزائر من جهة أخرى.
فقد تناسلت الأخبار عن قيام ولد محمد سيداتي ممثل الجبهة الوهمية في فرنسا بتنظيم حفل زفاف لابنته، بمدينة اشبيلية جنوب اسبانيا، وصلت كلفته ل50 الف يورو، والتي تساوي ملايين الدنانير بالعملة الجزائرية، وهو ما يكشف حياة البدخ والترف التي يعيشها قياديو البوليساريو في الخارج غير معنيين بما يعانيه المحتجزين بالمخميات خصوصا بعد إعلان قائدها الكرطوني ابراهيم غالي عن الانسحاب من اتفاق وقف اطلاق النار.
فضيحة حياة البذخ التي يعيشها قياديو البوليبساريو مقابل حياة الفاقة والجوع التي يعانيها المحتجزون بالمخيمات، ليست جديدة، فقد انتشرت في الأيام الماضية صور للانفصالية أميناتو حيدر تستمع بالمطاعم الفاخرة في كل من لاس بالماس ونيويورك، وقبلها قياديون آخرون ممن لقبهم الصحراويون المغلوبين على أمرهم ب”مناضلي الفنادق الفاخرة”.
ومما زاد الطينة بلة ورفع من درجة سخط محتجزي المخيمات أن قيادة البوليساريو منعت كلّ أنواع التجارة التي كان يقوم بها بعض الأفراد، سواء في اتجاه الشمال مع الولايات الجزائرية، أو جنوبا في اتجاه موريتانيا، إلى جانب منع العمال والتجار من مغادرة المنطقة، بدعوى التركيز على الحرب الوهمية ضد المغرب، كما فرضوا، بتنسيق مع الناحية العسكرية الثانية الجزائرية، حصاراً على مخيمات تندوف، بالموازاة مع عودة حراك الشعب الجزائري.
حالة الغليان في المخيمات ترجمتها تدوينات للمحتجزين يعبرون فيها عن سخطهم من التكاليف الباهظة لحفل زفاف ابنة ولد محمد سيداتي، فقد كتب الناشط سعيد عالين، الموالي لجبهة البوليساريو الانفصالية، “ولد محمد سيداتي ممثل الجبهة في فرنسا، عدل مناسبة بقيمة 50 ألف من اليورو في منطقة إشبيلية الإسبانية”، مضيفاً “في حالة حرب، وولد سيداتي صارف 50 ألف يورو، لي هي 2 مليار سنتيم، أصل أولا بها ولاد الشهداء والمقاتلين”.
وبدوره قال بوزيد مولاي، عضو جبهة البوليساريو الانفصالية، المقيم بولاية تندوف الجزائرية، في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، “من أجل أن يعيش أولاد القيادة حياة البذخ هذه يهون الوطن والمواطن، فقد منع إبراهيم غالي تراخيص خروج الشاحنات بحجة أنه من غير المعقول أن بعضنا يقاتل والبعض يتاجر وهي حجة منطقية، لكن هذا المنطق يغيب عن ذهن لعويليل، حين يتعلق الأمر بحياة أولاد القيادة فيصبح من المعقول جدا أن بعضها يقاتل وبعضنا يتبجح بأعراس تضاهي أعراس ملوك الخليج على الأراضي الأوروبية”.
في حين، قال ناشط آخر يسمي نفسه بـ”سليل البوليساريو”، إن الرئيس وقيادات الجبهة، “لا علاقة لهم بحياة الناس، عايشين حياة الترف والتخمة في الوقت الذي وصلت فيه أوضاع المخيمات لأسوء الحالات من البطالة وقلة المواد المعيشية”، مضيفاً: “لكن نحن شعب نستحق هذا النوع من الصطالي اللي متحكم في رقابنا وزارع فينا القبلية ويخون كل مصلح”.
بينما علق المسؤول الأمني السابق لدى جبهة البوليساريو، مصطفة سلمى ولد سيدي مولود، عن الحدث بالقول، “غضب وسط سكان المخيمات بعد علمهم أن زفاف ابنة ممثل جبهة البوليساريو في فرنسا يكلف 50 ألف أورو، الهوة بين الطبقة الحاكمة والمحكومة تزداد يوما بعد يوم عند البوليساريو”.