بقلم: جعفر الحر
فضيحة تهز أركان منظمة العفو الدولية، فقد نشرت جريدة “The Guardian” البريطانية مقالا يفضح مجموعة من الانتهاكات والمعاملات العنصرية التي تحدث داخل المنظمة، حيث يعاني العاملين لحسابها من ذوي البشرة غير البيضاء من أنواع مختلفة من التمييز العنصري والسلوك العدواني والمحتقر، سواء لفظيا باستعمال ألفاظ حاطة بهم ك”الأسود”، أو التحرش بهم جسديا، أو حرمانهم من حقوقهم في الترقي واستبعادهم من المشاريع، إضافة إلى الحساسية المفرطة حول ممارساتهم الدينية.
ونشرت الجريدة البريطانية شهادات صادمة لثمانية موظفين حاليين وسابقين في المنظمة، تحدثوا عن تجاربهم الخاصة مع التمييز العنصري، وأصدروا بيانًا دعوا من خلاله كبار المسؤولين إلى التنحي، وقالت كاثرين أودكويا، إحدى ضحايا التمييز العنصري: “لقد انضممنا إلى منظمة العفو على أمل شن حملة ضد انتهاكات حقوق الإنسان، لكننا شعرنا بخيبة أمل لأننا أدركنا أن المنظمة ساعدت في الواقع على إدامتها”.
وأمام تزيد شكاوى التمييز العنصري داخل منظمة “أمنستي”، خصوصا بعد حملة “حياة السود مهمة” التي تلت مقتل المواطن الأفرو-أمريكي جورج فلويد، كلفت الأمانة الدولية للمنظمة شركة Howlett Brown الاستشارية لإجراء بحث مستقل في الموضوع، والتي أصدرت تقريرا من 46 صفحة في الموضوع، ولكن تمَّ حجبه عن الصحافة، ورغم ذلك فقد تسرب فحواه الذي يؤكد أن مظاهر العنصر متجدرة داخل المنظمة وموروثة من العهد الاستعماري.
وبشكل منفصل، قدم موظفوAIUK ، الذين يوجد مقرها أيضًا في لندن ولكن لديها هيكل توظيف منفصل عن الأمانة الدولية، شهادات عن تعرضهم للتمييز العنصري، وقالوا لجريدة “The Guardian” إن هناك أوجه تشابه بين تجاربهم وما يحدث داخل الأمانة الدولية، وأن الأمر أصبح بمثابة ثقافة سائدة داخل دواليب المنظمة، ووصفوا معاملتهم بـ “المجردة من الإنسانية” بسبب عرقهم.
كما زعم كيران ألدريد، 31 سنة، عمل في AIUK لمدة ثلاث سنوات، أن الترقيات ومراجعة الرواتب تبقى حكرا على المديرين التنفيذيين “البيض” ذوي الدخل المرتفع، وأضاف أن “العمل لدى AIUK دمر ثقتي بنفسي وإيماني بقدراتي.. وعانيت من الاكتئاب والقلق المستمر”.
وحاولت كيت ألين، مديرة AIUK، الاعتذار عن هذه المخالفات، مؤكدة أن الأمر أشبه بدق ناقوس الخطر وأن مزاعم التمييز ستؤخذ على محمل الجد وسيتم التحقيق فيها، وقالت: “نحن نعلم أن العنصرية المؤسسية موجودة في المملكة المتحدة، وكأي منظمة أخرى لسنا في مأمن من هذه المشكلة الحقيقية للغاية”.