فرنسا لم تعد ذلك الشّريك الموثوق فيه.. فهي لن تتردّد لحظة واحدة قبل اتخاذ قرار يسيء إلى مصالح المغرب..
ذلك باختصار ما ظهر من خلال نتائج تصويت أعضاء البرلمان الأوروبي على القرار “الموجَّه” الذي “يُدين” المملكة بدعوى المتابعة القضائية لصحافيين بتهم جنائية.
وتحاول فرنسا يائسةً، من خلال هذا التصويت “العقابي” ضدّ المغرب، منع المملكة من أن تصير القوة الإقليمية الأولى في إفريقيا،
فتجد نفسها بالتالي أمام “خصم” عنيد ولا يسمح بليّ ذراعه بسهولة.
وجاء تصويت أمس ليفضح الوجه الحقيقي لفرنسا الاستعمارية، ضارباً عرض الحائط ما جرى ترويجه مؤخّرا حول “انفراج” في العلاقات بين الدولتين.
وقد اتّضح جلياً أن جميع أعضاء حزب “الجمهورية إلى الأمام”، بزعامة ماكرون أيّدوا القرار الذي “يدين” المغرب،
ليتأكّد كون اللوبي الفرنسي هو الذي كان يحرّك هذا التصويت العدائي، جنبا إلى جبن مع أحزاب شمال القارّة “العجوز”.
أمّا إسبانيا، ورئيس حكومتها بيدرو سانشيز، فاتضح أنهم “أصدقاء” يستطيع المغرب أن يعتمد عليهم في مثل هذه المواقف.
وبخلاف فرنسا، اختار أعضاء الحزب الاشتراكي الفرنسي (وعددهم 17) معارضة نظرائهم في أوروبا واصطفّوا إلى جانب شريكهم الإستراتيجي.
هكذا، إذن، تفرز “المواقف” من يكون العدو ومن يكون الصّديق.. ففي الوقت الذي صوّت حزب رئيس الحكومة الإسبانية ضدّ قرار البرلمان الأوروبي الذي “بدين” المغرب،
ها هو حزب “رئيس الدولة” دعمه بالإجماع للمملكة المغربية.