أنا الخبر ـ متابعة
تسبب الاعتراف الأمريكي الصريح بسيادة المغرب على صحرائه الجنوبية في رجة كبرى بالساحة السياسية الدولية، حيث وضع الدول الغربية الصديقة للمغرب في موقف محرج جدا، خاصة فرنسا التي تعتبر الشريك الأول للمملكة، وصاحبة الامتيازات الاستثمارية المتعددة.
فقد وجد النظام الفرنسي نفسه في مأزق حقيقي بسبب جرأة ترامب والقرار الشجاع الذي اتخذه لصالح المغرب، حيث كان الفرنسيون يعتقدون دائما أنهم الداعم الأول للمملكة على الصعيد الدولي، قبل أن تخلط الولايات المتحدة الأوراق.
المعطيات المتوفرة تشير إلى أن هناك تيار داخل النظام الفرنسي يدفع باتجاه الانتقال من مرحلة دعم مقترح الحكم الذاتي بالصحراء، إلى الاعتراف الصريح بمغربيتها، وذلك حتى لا يخلو الجو أمام الولايات المتحدة الأمريكية للتوغل أكثر اقتصاديا وسياسيا داخل المملكة.
من جهة أخرى، لم يحظ هذا الاقتراح بمباركة بعض التيارات السياسية بالبلاد، والتي تخشى من أن تفقد مصالحها ونفوذها بالجزائر إن هي اختارت الاصطفاف بشكل كامل إلى جانب المغرب، حيث أكدت مصادر إعلامية أن النظام الجزائري هدد بالتقليص من حجم التبادل التجاري والاستثمارات الفرنسية، وتعويضها بأخرى تركية وصينية إن أعلن ماكرون اعترافه بمغربية الصحراء.
هذا ولازال النقاش مستمرا بين صناع القرار الفرنسيين للخروج من الورطة التي وجدوا أنفسهم فيها، خاصة أن القرار الأمريكي سيكون نقطة تحول كبرى في قضية الصحراء المغربية، وسيغير بشكل نهائي التوازنات الاستراتيجية بالمنطقة ككل. (أخبارنا)