أنا الخبر ـ الصباح
يوجد المغرب في الدائرة الضيقة لمخاطر التغيرات المناخية الحادة التي يشهدها عدد من بقاع العالم، إذ لا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن فيضانات أو أمطار غزيرة، أو عواصف تخلف وراءها عشرات القتلى والخسائر المادية في الممتلكات والتجهيزات والبنيات التحتية، كما يقع الآن في الجارة إسبانيا، وبعض الدول المجاورة، مثل الجزائر، بينما يستمر إعصار “دوريان” في توزيع الموت بجزر الــــبهاماس.
ولا يبتعد المغرب كثيرا عن احتمالات وقوع كوارث، وقد بدأت المؤشرات، فعلا، بعدد من المناطق في الجنوب والجنوب الشرقي، حين بدأت بعض الوديان تتفقد أحجارها وأسرتها جارفة في طريقها عددا من الضحايا، مع احتمال وقوع حوادث أخرى، لا قدر الله، في الأيام المقبلة، ما تحذر منه مديرية الأرصاد الجوية عبر نشرات إنذارية.
وتحولت مخاطر تقلبات الطقس إلى نقطة فريدة في جدول أعمال المجلس الحكومي، نظرا للأهمية التي أضحى يكتسيها هذا الموضوع، إذ شدد رئيس الحكومة على ضرورة التعامل الجدي والمسؤول من قبل الجميع مع النشرات الإنذارية لمديرية الأرصاد الجوية.
وأكد رئيس الحكومة أن مديرية الأرصاد الجوية تصدر نشرات إنذارية، وأحيانا أكثر من واحدة منها في اليوم الواحد، وجب حملها على محمل الجد وعدم التعامل معها بالاستخفاف أو على أساس أن الأمر بسيط، علما أن المخاطر المرتبطة بالتغيرات المناخية مرشحة للزيادة. يربط العلماء بين تغير أحوال الطقس وظاهرة الاحتباس الحراري التي يتوقع أن تؤدي إلى تغير أسوأ في السنين المقبلة، مشيرين إلى أن الأوضاع تتجه نحو ظروف جوية متطرفة ومجهولة، خاصة في ظل ارتفاع درجات حرارة الأرض، التي تواكبها زيادة في إفراز ثاني أوكسيد الكربون وغاز الميثان في الجو.
وأكد العلماء في وكالة ناسا الأمريكية (الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء) ونوا (الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي)، في تقارير دورية، أن ارتفاع الحرارة سيقترب من مستويات تعتبر خطيرة على كوكب الأرض، كما نبهت الوكالة نفسها، في نشرة إنذارية، إلى احتمالات غرق عدد من المناطق بفيضانات قوية، أو تعرضها إلى زلازل أو وقائع كارثية أخرى، ابتداء من االسبت، بسبب تغيرات طارئة في الغشاء الجوي.