غاز الجزائر وصحراء المغرب على جدول أعمال لقاء جزائري -روسي يُكثّف جنرالات الجزائر في الآونة الأخيرة لقاءاتهم الدبلوماسية مع نظرائهم،
في ظل المستجدّات التي تشهدها السّاحة المغاربية في ظلّ تأزّم العلاقات الجزائرية مع كلّ من فرنسا وإسبانيا.
وكان آخر هذه اللقاءات ذاك الذي جمع عمار بلاني، الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، بفاليريان شوفاييف، سفير روسيا في الجزائر.
ويندرج هذا اللقاء، وفق مصادر إعلامية، في إطار التنسيق السّياسي بين البلدين،
على ضوء الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الرّوسي فلاديمير بوتين نظيره الجزائري “عبد المجيد تبّون“.
ووفاءً لهوسهم المرَضي بالموضوع رغم أنهم لا يفتؤون أنهم ليسوا طرفا في النزاع،
فقد أرخى ملف الصّحراء المغربية بثقله على هذه المحادثات التي جرت بين الطرفين في هذا اللقاء.
وبينما يبدي كابرانات الشرّ القادم من الشّرق ومن يمثلهم في مثل هذه اللقاءات استعدادهم للتنازل عن كلّ مقدّرات الجزائريين من الغاز،
مقابل كسب رهان مستحيل متمثل في قضية النزاع المفتعل حول الصّحراء المغربية،
يحاول الجانب الرّوسي (وغير الرّوسي) هذه “الفوبيا” لصالحهم لفرض رؤيتهم في ما يرتبط بهذه الطاقة الحيوية التي يهدرها الجنرالات في قضايا خاسرة.
غاز الجزائر مقابل معاداة المغرب
ولأنهم يظنون أنهم “مقرَّبون” من الدبّ الروسي، فإنهم لن يعنيهم تقديم مزيد من التنازلات في مسألة الغاز،
مقابل “استمالة” محاوريهم الرّوس من أجل الحصول على موقف “مُعادٍ” من هؤلاء لمصالح المملكة في هذا الملف.
لكنّ الواقع شيء آخر، إذ إنّ هذا “الاصطفاف” يتقاطع مع الموقف الرّوسي، وفي هذا الإطار،
وهو الموقف الذي كان السفير الرّوسي في الجزائر نفسُه فاليريان شوفايف قد أكد بخصوصه أنّ موقف روسيا من قضية الصحراء المغربية “يتسم بالشّفافية والوضوح”.
وجدّد السّفير الرّوسي تأكيد هذا الموقف في حوار مع جريدة “الشروق” الجزائرية،
قائلا “نحن ندعم العملية التي بدأتها الأمم المتحدة ونرى إمكانية حلّ هذه القضية القديمة تحت رعاية المنتظم الأممي”.
وفي الوقت الذي تلحّ الأمم المتحدة على مشاركة الجزائر في المائدة المستديرة بوصفها طرفا رئيسياً في النزاع المفتعل،
يذهب الرّوس إلى أن على طرفَي النزاع المُباشرَيْن (المغرب ومرتزقة البوليساريو) أن يتوافقا على صيغة للحل النهائي”،
كما أكّد لاسفير الرّوسي في الجزائر في الحوار ذاته أن بلاده (وهي عضو دائم العضوية في مجلس الأمن للأمم المتحدة)،
على استعداد للقبول بأي حلّ.. وإذا لزم الأمر أن نكون ضامنين لأيّ حل كان لهذا النزاع” المفتعل.
ويأتي هذا اللقاء ليؤكّد المساعي الحثيثة للنظام الجزائري العسكري إلى تكثيف العلاقات الثنائية في الآونة الأخيرة،
بينما لا يهمّ الرّوس في كلّ هذا سوى الجانب المتعلق بالغاز الجزائري باعتبار أرض “القوة الضّاربة” غنية أيضا بالمواد الهيدروكربونية،
ومن هذا المنطلق يسعون إلى تعزيز تعاونهم معها في مجال الطاقة في ظل التغيرات التي تشهدها السّوق العالمية في الظّرفية الرّاهنة.