قبل أيام قليلة من حلول عيد الأضحى، تشهد الأسواق الوطنية المخصصة للأضاحي توافدا كبيرا من قبل المواطنين الذين
يجدون عرضا وفيرا ومتنوعا.
وعلى غرار السنوات السابقة، يتجاوز العرض من الماشية الطلب، على الرغم من الصعوبات التي واجهت قطاع اللحوم
الحمراء، لا سيما تلك المتعلقة بالطفرة التي سجلتها أسعار العلف بالإضافة إلى تداعيات الجفاف.
وفضلا عن كونه متوافرا يقدم العرض من المواشي للمستهلكين مجموعة واسعة من الخيارات حسب تفضيلاتهم،
إذ تشمل السوق الوطنية سلالات عديدة بدء من أكثرها شعبية وهي سلالة “الصردي“، مرورا بسلالات “أبي الجعد”،
و”تمحضيت”، و”بني كيل”، و”الدمان”، وكذا السلالة البيضاء الجبلية وسلالة الماعز الأحمر وغيرها.
وأفادت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أن العرض الوطني من الماشية المخصصة لعيد الأضحى
يقدر بما يعادل 7,8 مليون رأس، منها 6,3 مليون رأس من الأغنام و 1,5 مليون رأس من الماعز.
ويتجاوز العرض الطلب الذي يقدر بـما يعادل 5,6 مليون رأس، تشمل 5,1 مليون رأس من الأغنام و500 ألف رأس من الماعز.
ومنذ بداية عملية الترقيم، تم ترقيم أكثر من 6,86 مليون رأس من الأغنام والماعز بوضع حلقة مخصصة لعيد الأضحى.
ومن خلال هاته الحلقة المرقمة، يصبح من الممكن تتبع المواشي طوال مسارها من المنتج إلى المستهلك.
كما تعد هذه الحلقة أداة مهمة للتتبع الصحي وكذلك في حالة أي شكوى إلى غاية مرحلة الذبح.
وعلاوة على ذلك، أكدت الوزارة أنه تم تسجيل 214 ألف وحدة لتربية الأغنام والماعز الم ع د ة لعيد الأضحى،
مع تسجيل 1300 مهم ة رصد على أرض الواقع بغية التواصل والتحسيس حول الممارسات الصحية الفضلى الواجب اتباعها
عند تغذية وتسمين أضاحي العيد.
استيراد الأغنام
تم استيراد ما يعادل 22.000 رأس من الأبقار و10.000 رأس من الغنم منذ انطلاق عملية استيراد الماشية المخصصة للذبح
خلال فبراير 2023، مما سيمكن من تحقيق استقرار على مستوى الأسعار وإعادة تشكيل القطيع المحلي.
ونظرا لارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب توالي سنتين من الجفاف وتداعيات التضخم هذه السنة،
اضطرت الحكومة إلى الاستيراد بصفة استثنائية ومؤقتة، من أجل حماية القطيع الوطني وضمان استقرار الأسعار عند
الاستهلاك، مع الإعفاء من الرسوم الجمركية عند استيراد الأغنام، ومنح دعم لاستيراد تلك المخصصة للذبح في حدود 500
درهم للرأس.
ويتعلق الأمر إذن بتقليص أسعار اللحوم الحمراء وتحقيق استقرارها داخل السوق الوطنية، ومواجهة كافة أشكال المضاربة
وتدخل الوسطاء في عملية بيع اللحوم الحمراء وحماية القطيع الوطني.
القطيع الوطني في حالة صحية جيدة
وفي ما يتعلق بالجانب الصحي، تحرص الوزارة على تتبع ومراقبة الحالة الصحية للماشية وحمايتها من الأمراض المعدية
ومراقبة الأعلاف والأدوية البيطرية المستعملة وكذا مراقبة عمليات التزويد بالماء،
بالإضافة إلى إحداث 34 سوقا مؤقتا لعرض الأغنام والماعز.
ومن جهتها، أجرت مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) عمليات معاينة مكنت من تأكيد جودة
القطيع الوطني، بفضل التتبع الصحي الذي تم على مجمل التراب الوطني.
وقد تولت المصالح البيطرية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية التتبع والمراقبة الصحيين على مجمل التراب
الوطني بالتعاون مع البياطرة الخواص والسلطات المحلية.
وتقوم المراقبة على معاينة الحالة الصحية للحيوانات، وكذا مراقبة سقايتها وتغذيتها.
وبذلك، يعزز المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية تدابير المراقبة الصحية لأعلاف المواشي،
والأدوية البيطرية وماء السقي على مستوى المزارع، إلى جانب المراقبة الصارمة لعمليات نقل فضلات الدواجن بغرض تتبع
مسارها ووجهتها، والوقاية من أي استعمال تدليسي خلال تسمين المواشي.