قال أحمد شوقي في إحدى قصاده:
بَرَزَ الثَعلَبُ يَوماً ** في شِعارِ الواعِظينا
مُخطِئٌ مَن ظَنَّ يَوماً ** أَنَّ لِلثَعلَبِ دينا
هكذا طل علي لمرابط من جحره وعبر صفحته على اليوتيوب محاولا جهد إيمانه تبييض وجه النصاب زكريا مومني، رغم أن فضيحة هذا الأخير باتت واضحة وضوح الشمس بعدما تداولت كل المواقع الاعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي شريط الفيديو الذي يوثق محاولته النصب وابتزاز الدولة المغربية، ومطالبتها بما ليس له حق فيه، 5 مليون أورو، أي 5 مليار سنتيم مغربية، “واش هاد الناس ماعندهاش الوجه علاش تحشم !؟”.
فبعد أسبوع من البرومو المروج لهذه الخرجة الاعلامية المهزلة الذي وعدنا فيها على لمرابط أنه سيكشف المستور ويزلزل أركان هذه القضية، فغاب دهرا ونطق كفرا، وخرج علينا ليحكي نفس الخرافة التي ظل يحكيها زكريا مومني بالنقطة والفاصلة منذ عشر سنوات دون أن يصدقها أحد لأنها تفتقر للدلائل، وكل ما هو ثابت فيها هو محاولته ابتزاز الدولة المغربية بالصوت والصورة، وكأنه ببغاء يردد ما قيل له دون أي تفكير أو تمحيص فيما يقوله، وهو ما ينسف ادعائه الدائم أنه صحفي استقصائي وأكد لنا بالملموس أنه مجرد هاوٍ.
لعل الحقيقة الوحيدة التي تفوه فيها علي لمرابط طيلة خرجته الببغاواتية هو أن زكريا مومني ودنيا فيلالي ليسا بصديقيه وإنما لقمة عيش يسترزق من وراءهما، وكلما استمرا في الكذب استمر هو بدوره في الاسترزاق خصوصا أن هناك مواقع دولية مثل “ميدل إيست” تدعم أمثاله وتفتح لهم باب التهجم على بلده الأصلي مقابل دراهم معدودة، وتجعل منه صحفيا استقوائيا عوض صحفي استقصائي يلتزم بأخلاقيات مهنة الصحافة ويقتفي الحقيقة بالدليل والبرهان وهما المبدآن الأساسيان في جنس التحقيق الصحفي عوض أن تحركه الكراهية.
يبدو أن علي المرابط نسي أن يأخذ دواءه وأقراصه المهدئة، وهو ما أثر عليه بوضوح، فكثرت أخطاءه “والدخول والخروج فالهضرة”، حتى أنه صرح بأن يعلم جيدا ملف “مونيا فيلالي”، وهو ما يؤكد كذبه مادام لا يعرف حتى اسم “دنيا فيلالي” وهي آخر ملفات لقمة عيشه، فهو ينشر ويكرر ما بُعث له حول “أعداء الوطن” دون تمحيص ولا تحقيق، كما نجده أكثر من لفظ “أنا” (أنا أعلم، أنا أعرف، أنا تتبعت، أنا أجزم..) وهو دليل قاطع على نرجسية مرضية يعاني منها الرجل منذ أمد طويل لم تنفع معها علاج ولا أقراص مهدئة.
من الواضح أن علي المرابط وصل للباب المسدود بعد فشل سلسلة محاولاته تلميع صور عدد من المأجورين للعب دور المعارضة وتلطيخ الصورة المضيئة للمغرب في العالم، بدءا من محمد حاجب ثم زكريا مومني وانتهاءا بمونيا فيلالي عفوا دنيا فيلالي، حتى أن المواقع الاعلامية التي كانت تشجعه بدأت بالتشكيك في مهنية منتجاته الاعلامية الهزيلة، وقررت أن تسحب البساط من تحته، لذلك قرر أن يغير الحرفة ويصبح يوتوبر كأولئك الذين “ليسوا أصدقاءه”.