شكّلت التصريحات “المتناقضة” لـ”الرّئيس” الجزائري عبد المجيد تبون في خلال مقابلته مع قناة “الجزيرة” القطرية المادة الرّئيسية لمقالة في صحيفة “أتلايار” الإسبانية.
وخصّصت الصّحيفة مقالة طويلة تناولت فيها “تناقضات تبون” خلال مقابلته مع القناة القطرية،
موضّحة أن ما يتعلق بالبلدان الثلاثة الأساسية في علاقات الجزائر بمحيطها المباشر، أي المغرب وفرنسا وإسبانيا،
لا يمكن أن يقنع المُهتمّين بالشّأن السّياسي الجزائري بـ”جدّية” مواقفه في غياب الحجج.
وتابعت الصّحيفة ذاتها، نقلا عن موقع “الجزيرة.نت”، أن تبّون يتناول الأمور بجدّية لكنْ بلغة مُبسّطة وغير متّسقة”،
مبرزة أنه وصف علاقات بلاده بالمغرب باقتضاب، بأنها وصلت مرحلة “اللاعودة” لكنه لم يقدّم أية حجة أو دليل أو سبب واحد لتفسير “استنتاجه”.
ويرجع متتبّعون العداء الصّارخ للنظام الجزائري للمغرب ببساطة، إلى رغبته في المحافظة على “فزّاعة” العدو الخارجي،
لتبرير القمع المسلّط على الشّعب، الذي يرفض منح نظام الجنرالات شرعية شعبية.
ويرون أنّ النظام الجزائري افتقر إلى هذه الشّرعية الشّعبية منذ استيلائه على السّلطة على متن الدبّابات،
ومن خلال زجّه بأزيد من 50 ضابطا كبيرا في السجون بتهمة اختلاس أموال عمومية.
وقد تمّت هذه المقابلة (وهي الثانية من نوعها لتبون خلال الثلاث سنوات من حكمه) وفق ما أفادت الصّحيفة المذكورة،
عن مصادر مقاربة من “الجزيرة”، بناءً على طلبه، عبر سلطات بلاده.
وتفادياً لإثارة “غضب” تبّون، اختارت “الجزيرة” الصّحافية الجزائرية خديجة بن قنة لمحاورة “الرّئيس”،
وكذلك كان شأن مقابلته الأولى (في يونيو 2021) التي كان قد أدارها عبد القادر عياض، وهو أيضا صحافي جزائري.