بعدما تجاوزت بياناتها العسكرية التسعين بيانا ترويجا لحرب وهمية على التخوم المحادية للمغرب مع جارته الشرقية الجزائر، ها هي ذي جبهة البوليساريو ترفع الراية البيضاء معلنة استعدادها للتفاوض مع المغرب، ومطالبة بسلام دائم معه.
البوليساريو، في بيان صادرعنها أمس الخميس، لا يمكننا أن نفصله عن السياق العام الذي صدر فيه، إذ أصدرته بعدما حاصرت القوات الملكية المسلحة عناصر جبهة البولساريو باستكمال بناء جدار العازل الذي شل من حركتها، وجعلها معزولة في الأراضي الجزائري، إضافة إلى الانتصارات المتتالية التي حققها المغرب بعد تأمين معبر الكركارات وما تبعه من اعتراف دولي بمغربية الصحراء كان أهمها الاعتراف الأمريكي.
وأعربت جبهة البوليساريو، في بيانها، عن “استعدادها التام للتعاون مع الاتحاد الإفريقي وهيئاته من أجل إيجاد حل عادل ونهائي للنزاع القائم بينها والمملكة المغربية على أساس القرار الصادر أمس الخميس عن مجلس السلم والأمن”.
وأبدت البوليساريو “استعدادها الدخول فى سلام دائم ونهائي مع المملكة المغربية، على أساس الاحترام المطلق لما جاء فى المادة الثالثة من قرار مجلس السلم والأمن”، مصرة على إقحام الحرب المزعومة في بيانها بالقول، إن هذا “هو الشيء الوحيد الكفيل بإنهاء حالة الحرب”.
كما استسلمت البوليساريو للرعاية الأممية للملف، من خلال إبدائها، في البيان نفسه، “استعدادها استقبال اللجنة المنبثقة عن مجلس السلم والأمن، والتي كلفت بزيارة الجانبين ودول الجوار لتقييم الوضع ولتقصى الحقائق”، مؤكدة على “ترحيبها بتفعيل عمل الثلاثية ودور المبعوث السامي للاتحاد، جواشيم شيصانو”، مبدية “استعدادها للتعاون معهما لانجاح مهامهما النبيلة المتمثلة فى إرساء السلام بين الجانبين”. (آشكاين)