ظهرت حقائق جديدة في ملف الطالب المذبوح بطنجة، ضحية قتل من قبل قاصر، تتحدر من مرتيل نواحي تطوان،
تميل إلى انتفاء حالة الدفاع الشرعي، في واقعة القتل التي كانت شقة بحي مسنانة مسرحا لها.
وكشفت المعطيات الجديدة عن تلقي الضحية طعنة أولى قوية بالظهر،
قبل أن يستدير لتباغته القاصر بطعنة أخرى في العنق أصابت منه مقتلا، ما أدى إلى سقوطه على الأرض.
ودارت أحداث الطعن بمطبخ الشقة، إذ كان الضحية حينها منهمكا في إعداد وجبة من المعجنات، ما يعني أنه ترك مرافقته في غرفة أخرى، قبل أن تلتحق به للانتقام.
وحسب المعلومات نفسها التي أوردتها “الصباح”، فإن الفتاة القاصر والطالب، لم يكونا على سابق معرفة، ولم تكن بينهما علاقة حميمية،
بل كان لقاؤهما الأول يوم ارتكاب الجريمة، سبقه تعارف في موقع للدردشة، لم يكد يخرج عن تبادل الإعجاب،
سيما أن الشاب الوسيم كان مشهورا على “تيكتوك” بالوصلات التي يقدمها باستمرار،
ويحظى بإعجاب أقرانه ومن هم أصغر منه سنا، وانتهى التعارف بالعزم على اللقاء بين الإثنين، وهو ما تحقق يوم الجريمة.
قضى الصديقان الجديدان فترة يتجولان بمدينة البوغاز، كما جلسا في مقهى، قبل أن يفاتحها في مرافقته إلى شقته التي يقطن بها وحيدا،
وكان إصراره حاسما ليصطحبها إلى حي مسنانة، حيث يقيم، دون أن يدرك أنه يسير، بخطى ثابتة، نحو نهايته،
وأنه لن يخرج من شقته ليودع صديقته الجديدة حين تنوي المغادرة على متن سيارة الأجرة الكبيرة نحو مرتيل.
لكن شيئ ما حدث انتهى بمباغتة الضحية بطعنة غادرة في الظهر، ومعاودته بأخرى في العنق،
قبل أن تستفيق على هول ما فعلته وهي ترمقه مضرجا في دمائه، لتتصل بقريبها وتخبره بالواقعة ويقترح عليها الإسراع بالمغادرة وحمل هاتف الضحية معها.
وتوزعت الأبحاث بين تحقيقات ميدانية بنيت على مسح مسرح الجريمة، ورفع الآثار الجنائية منها، وأخرى تقنية اعتمد فيها على رقم هاتف الضحية،
وإجراء انتداب لدى الشركة المتحكمة في الشبكة الهاتفية، ليتم رصد المكالمات التي تلقاها أو أصدرها،
وإجراء أبحاث قادت إلى الاهتداء إلى شاب بمرتيل، تكرر ورود رقمه في سجل مكالمات الضحية في اليوم نفسه، وعند إيقافه،
صرح أن الرقم تستعمله شقيقته القاصر، رغم أنه مسجل بإسمه، لتصل الأبحاث إلى المتهمة،
التي عزت الفعل إلى ردة فعل عن إجبارها على سلوك لم تقبله.
أسرة الطالب أنوار تخرج عن صمتها
خرجت أسرة الضحية عن صمتها لتنفي كل ما جرى تداوله.
واعتبرت أسرة الضحية أن ما جرى تداوله بخصوص ظروف مقتله، هي معلومات مغلوطة، رافضة الإساءة لابنها،
مشيرة أن ما جاء في التحقيقات وتقرير التشريح الطبي يكذب كل الشائعات ومروجيها.
جمال العسري، وهو قريب الطالب الضحية (أنوار)، البالغ من العمر عشرين عاما، وفي تصريح صحفي، وجه رسالة لمن أسماهم مروجي الإشاعات قائلا:
“اذكروا أمواتكم بالخير.. قل خيرا أو اصمت.. وجب انتظار ما ستكشف عنه السلطات الأمنية في الأيام المقبلة”.
وقال العسري أن الراحل لم تكن له علاقات حقد أو كراهية مع أي أحد، وأن أصدقائه وجيرانه كانوا يبادلونه المحبة وخير دليل جنازته المهيبة التي شهدتها مدينة العرائش.
أما بخصوص وضعية أمه، فقد أكد المتحدث ذاته، أنها فقدت النطق طيلة الأيام الأولى وفي كل مرة تحاول فيها التحدث تنهار بالبكاء”.