أنا الخبر ـ متابعة
ذكرت صحيفة ABC الإسبانية، في تقرير نشرته يوم أمس الأحد، حول خلفيات توتر العلاقات بين المغرب والجزائر، أن من بين خلفيات النزاع، هو تحقيق المغرب لانتصارات متواصلة في عدد من القضايا ذات الطابع الإقليمي والقاري والدولي، أمام تراجع الجزائر التي تعاني من العديد من المشاكل الداخلية.
وحسب نفس الصحيفة الإسبانية، فإن الجزائر ترى مؤخرا كيف يكسب المغرب العديد من الانتصارات بسبب دعم الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية وعلاقاته مع “إسرائيل”، في الوقت الذي تعاني هي من ضعف موقفها على المستويين الإقليمي والدولي، ومعاناتها من مشاكل داخلية خطيرة على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأضافت نفس الصحيفة، بأنه بالرغم من الثروات الهيدروكربوناتية التي تزخر بها الجزائر، فإن اقتصادها يمر بأزمة خطيرة منذ بضع سنوات، بسبب ما يفسره الكثير من الخبراء بالإدارة السيئة لنظام استبدادي مركزي”.
وتقول ABC في ظل هذا الوضع المضطرب، أن النظام الجزائري قرر اتخاذ عدو خارجي لإلهاء الشعب عن المشاكل الداخلية، وأشارت ذات الصحيفة إلى أن وباء فيروس كورونا لعب دورا معاكسا للنظام الجزائري الذي كان يسعى للخروج من العملية المعقدة التي فرضها الحراك نحو وضع سياسي جديد، حيث أدى الوباء في تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، في الوقت الذي كان المغرب أكثر قدرة على تحمل آثار السلبية الهائلة للوباء.
واعتبرت الصحيفة الإسبانية أن الاستراتيجية الدبلوماسية للمغرب التي انطلقت منذ عام 2017، أي بعد عودة المغرب للاتحاد الإفريقي، بدأت تعطي ثمارها، بالنظر إلى ممارسة المغرب بعض القيادة على المستوى الإفريقي، سواء في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مثل قضية الهجرة، إضافة إلى تعزيز قوته باعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في دجنبر 2020 بسيادة المغرب على الصحراء وزيادة المشاريع الاقتصادية في الأقاليم الجنوبية.
كما أبرزت الصحيفة الإسبانية نقطة أخرى خلقت نوعا من المنافسة والنزاع بين المغرب والجزائر، ويتعلق الأمر بالنمو الملحوظ لاستغلال الطاقات المتجددة في المملكة المغربية، وهو ما يمثل منافسة كبيرة للغاز الجزائري الذي يخشى فقدان هيمنته في المنطقة لما يعتبره البعض أن الاستثمارات المغربية في مصادر الطاقة المتجددة يمكن أن تجعلها مصدر الطاقة في أوروبا.