المصدر: الصحيفة
ذهبت صحيفة إسبانية بعيدا في توقعاتها بخصوص مستقبل العلاقات المغربية الإسبانية، وذلك ارتباطا بالتصريحات الأخيرة الصادرة عن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني بخصوص سبتة ومليلية حين قال إن المغرب يعتبرهما مدينتين محتلتين، إذ أوردت أن الأمر قد يكون مرتبطا بتطوير المغرب لـ”ترسانة نووية” استنادا للتجربة الإسرائيلية، وهو ما جعله يكتسب هذه الثقة في تعامله مع جارته الشمالية.
وأوردت صحيفة “دياريو 16” الصادرة من العاصمة الإسبانية مدريد في مقال نشرته يوم أمس الثلاثاء، أن العلاقات بين المغرب وإسرائيل تتطور بسرعة وهو ما يؤكده تلقي الملك محمد السادس دعوة رسمية من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة الدولة العبرية، موردة أن هذه العلاقات “تؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي الإسباني، وخاصة في قضايا سبتة ومليلية والصحراء”.
وأضافت الصحيفة في مقالها التحليلي أن تصريحات رئيس الحكومة المغربي وتأكيدات الرباط على مغربية الصحراء مثلت تحديا كبيرا لإسبانيا، لكن الأمر “الأخطر”، في منظورها، هو ترسانة الأسلحة الجديدة التي بات المغرب يتوفر عليها والتي “أصبحت في العديد من الحالات أكثر تطورا من تلك التي يملكها الجيش الإسباني”، بالإضافة إلى ما وصفته بـ”استراتيجية الحرب الخفية التي تبرز من خلال خنق اقتصاد مدينتي سبتة ومليلية ثم إغلاق الحدود البرية معهما”.
واعتبر المصدر نفسه أن المغرب “لم يتوقف عند المطالبة بسبتة ومليلية والصحراء، بل بدأ في توسيع مياهه الإقليمية نحو جزر الكناري”، وهو ما يتماشى مع ما وصفته “رؤية الملك محمد السادس لمشروع المغرب الكبير”، لتخلص إلى أن هذا هو دافع الرباط لتسليح نفسها بقوة من خلال استخدام ترسانة أسلحة قادمة من حليفتيها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التعاون برز مؤخرا من خلال حصول المغرب على سرب من طائرات التجسس الإسرائيلية الحديثة، المجهزة بأنظمة للحرب الإلكترونية وأجهزة تعمل على جمع وتحليل بيانات أنظمة الدفاع الأخرى، ما سيسمح للمغرب بالوصول إلى أنظمة الدفاع الإسبانية.
وتوقع التحليل أن يمتد التعاون بين المغرب وإسرائيل، التي وصفتها بأنها “أفضل صديق جديد للمملكة”، إلى مجال الأسلحة النووية على اعتبار أن الترسانة التي تملكها الدولة العبرية تُصنف من بين الأكثر تقدما في العالم، ورغم أن الصحيفة الإسبانية لم تجزم بوجود اتفاق بين الطرفين حول هذا الموضوع إلا أنها أشارت إلى أن حدوث ذلك سوف يعني أن إسبانيا ستجد نفسها في موقع “دونيةٍ واضحة” إذا ما تحولت الحرب الصامتة إلى مواجهة فعلية.
يشار إلى أن المغرب يمتلك بالفعل مفاعلا نوويا منذ 2003 ويتعلق الأمر بمفاعل المعمورة الموجود على بعد 35 كيلومترا من مدينة الرباط الذي يطلق عليه رسميا اسم “المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية”، وهو عبارة عن مركز للطاقة النووية السلمية المستخدمة لأغراض مدنية، اتفق المغرب مع الولايات المتحدة الأمريكية على اقتنائه سنة 1980 وتكفلت بصناعته شركة “جينيرال أوتوماتيك”، لكن لا علاقة له بالصناعات العسكرية.