أنا الخبر من شفشاون
أحيانا يأتي موقف ما بالصدفة.. فيُعري واقع من يتبجحون بكثرة الاجتماعات وكثرة الكلام بالإضافة إلى كثرة الصور، ظنا منهم أن يصنعون شيئا خارقا للعادة.. مناسبة هذا الكلام ما تعرضت له طفلة بريئة لا قول لها ولا قوة من استغلال بشع ووقح منْ مَنْ يزعمون أنهم يدافعون عن مصالح المواطنين لوجه الله قبل أن ((يتفشخروا)) بذلك بنشر صور “الصداقات” عبر مواقع التواصل الاجتماعي في ازدراء ونفاق واضحين..
وبالعودة إلى قضية الطفلة التي لا يتعدى عمرها ثلاث سنوات والتي تعرضت لحروق من الدرجة الثانية على مستوى الأطراف السفلى من جسدها بنواحي شفشاون، وجدت أسرتها في موقف صعب بعدما استنجدت من أصحاب “السلفيات والصور أثناء الاجتماعات” لإنقاذ ما يمكن انقاذه، تلقت الأسرة صدمة كبيرة بعدما مُنعت من نقل الطفلة عبر سيارة اسعاف خُصصت لخدمة المواطنين، لكن أصحاب “السلفي وكثرة الاجتماعات” كان لهم رأي آخر.
مصادر الجريدة والتي تلقت أكثر من اتصال من ساكنة جماعة بني سميح بخصوص قضية الطفلة وما تعرضت له وهي وأسرتها من اهانة واللامبالاة من قبل رؤساء مجموعتي تزران والساحل لحفظ الصحة واللذان اختلفا عن الانتماء الاداري والترابي للطفلة في الوقت الذي كان الألم يسري في جسدها الصغير من أخمص قدميها إلى منبت راسها وهي لا تدري أن “أصحاب السلفيات” يتلاعبون بمصير حياتها خدمة لمصالح سياسية ضيقة.
مصادر الجريدة، قالت إن السلطات هي من أنقذت حياة الطفلة بعد تدخل مباشر من خليفة قائد قيادة بني رزين، حيث تم نقل الطفلة عبر سيارة الإسعاف التابعة لجماعة أونان، وخي الآن تتمثل للشفاء بعد أيام عصيبة ساهم فيها “أصحاب الصور” بشكل وافر..
جريدة” أنا الخبر” ربطت الاتصال أكثر من مرة بعبد العالي الجوط بحكم أن اسمه تداول أكثر من مرة في هذه القضية، لكن للأسف لم نتلقى منه جوبا ولا اتصالا لمدة ثلاث أيام قبل كتابة هذا المقال بعدما وعد الجريدة بالاتصال.. وكان الغرض هو الاستماع إليه وتسليط الضوء أكثر عن حقيقة منع الطفلة من نقلها عبر سيارة الاسعاف وما الذي حدث بالضبط.. لكن كل هذه الأسئلة بقيت معلقة..
ردود الفعل كانت قوية بعد حادث هذه الطفلة، حيث قال عبد المجيد أحاريز وهو مدون فايسبوكي مهتم بالشأن المحلي بإقليم شفشاون “قمنا صباح اليوم بزيارة الطفلة (ج.أ) التي تبلغ من العمر 3 سنوات التي تعرضت لحروق من الدرجة الثانية على مستوى الأطراف السفلى من جسدها وهي الآن ترقد بجناح الأطفال والنساء بالمستشفى الجهوي سانية الرمل بتطوان .
الطفلة (ج) تنحذر من دوار “بني صدرات” جماعة بني سميح اقليم شفشاون تعرضت مساء أمس لحروق بعدما سقط على اطرافها إناء به ماء ساخن جدا وتم نقلها الى المركز الصحي بني رزين وهناك تعرض والدها وأمها للإهانة واللامبالاة والمساومة عندما وجههم الطاقم الطبي الى المستشفى الاقليمي حيث امتنع كل من رؤساء مجموعتي تزران والساحل لحفظ الصحة عن نقل الطفلة على متن سيارة الإسعاف وتضارب النقاشات الخاوية بينهما حول الانتماء الاداري والترابي للطفلة من شأنه عدم تقديم مساعدة لطفلة في حالة خطر والجدال حول الأولوية وأحقية أية مجموعة في نقل الطفلة”، مضيفة في تدوينته على موقع التواصل الاجتماعي “بعد عدة اتصالات برؤساء هذه المجموعتين تزران والساحل بائت بالفشل والامتناع القطعي وعدم اللامبالاة وعدم انقاذ طفلة تم ربط الاتصال بالسيد لحسن احايك خليفة قائد قيادة بني رزين فلبى الطلب فورا واتصل هاتفيا بالسيد محمد الشندودي رئيس جماعة أونان الذي أرسل في الحين سيارة الإسعاف الى بني رزين وتم نقل الطفلة وتكلف السيد الخليفة بثمن المحروقات لنقل الطفلة وفور وصولها الى المستشفى الاقليمي بشفشاون ليلا تمت معاينتها من طرف طاقم طبي وتم توجيهها في الحين الى تطوان على متن سيارة اسعاف دفع والدها 200 درهم مقابل نقل ابنته من شفشاون الى تطوان وها هي الآن ترقد بالمستشفى ونطلب من الله عز وجل أن يعجل بشفائها كما نناشد المحسنين وفاعلي الخير بمد يد العون ومساعدة أسرة الطفلة الفقيرة لأنها تحتاج لعناية طبية وتحتاج لأدوية ومصاريف ومن يريد المساعدة نعطيه رقم هاتف والدها أو يقوم بزيارتها حيث ترقد “.
عبد المجيد قال أيضا في تدوينته “نحن لسنا ضد اي مجموعة او جماعة منتخبة لكننا ضد الفساد والمفسدين الذين يتاجرون في مآسي ومعاناة المواطنين الفقراء للمتاجرة بها انتخابيا بغية رسم خريطة انتخابية والتلاعب وإهدار المال العام في غير محله ولن نسكت وسنعمل كعادتنا على فضح كل فاسد مفسد يتلاعب بمآسي المواطنين ويتلاعب بأموال وآليات الدولة ويخالف توجيهات وتعليمات جلالة الملك محمد السادس الذي يطالب في كل خطاباته بخدمة المواطن ويعطي تعليماته الصارمة لكل الجهات بتحمل وتحديد مسؤولياتها”، قبل أن يختم كلامه بالقول “إن رئيس احدى المجموعتين لحفظ الصحة كذب مقالنا الذي نشرناه وقال أننا نبخس عمل مجموعته ونشوه سمعتها وقال أن الطفلة مريضة بمرض عادي ولم تتعرض لأي حروق، فنقول له هات برهانكم إن كنتم صادقين”.