أنا الخبر ـ هسبريس
صارت عادة مع كل دخول جامعي جديد أن يعود نقاش “البيزوطاج” أو حفل استقبال الطلبة الجدد ومخلفاته النفسية والجسدية إلى واجهة التحاق الطلاب بمدراسهم؛ فقد تحول نشاط لتسهيل اندماج الطلبة في المحيط الجديد، نظم مؤخرا بالمدرسة العليا للمعادن بالرباط، إلى “ساحة وغى” راحت ضحيته فتاتان، تعرضتا للضرب المبرح على أيدي طلبة المدرسة المذكورة.
وتظهر مقاطع الفيديو، المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، كيف انهال طلبة وطالبات على فتاتين بالركل والرفس والضرب في مناطق مختلفة من الجسد؛ وهو ما خلّف كدمات وجروح، اضطرت إحدى الضحيتين إلى التوجه نحو المستشفى، وهو ما خلف موجة استنكار واسعة ومطالب بضرورة وقف “البيزوطاج” أو على الأقل عقلنته.
و”البيزوطاج” هي احتفالات يقوم بها الطلبة القدامى في المدارس التحضيرية والمعاهد العليا والكليات، عند كل بداية موسم دراسي، لاستقبال الطلبة الجدد؛ ولكن هذه الطقوس تكون أحيانا محرجة أو مهينة أحيانا أخرى، حيث يجبر عدد من الطلبة القدامى زملاءهم على قبول مجموعة من الممارسات؛ من قبيل رميهم بالبيض والدقيق، أو وضع مساحيق التجميل بطريقة مثيرة، أو إرغام الذكور على ارتداء فساتين نسائية ووضع مساحيق التجميل.
وانتقلت ممارسة “البيزوطاج” من تعاملات الجنود القدامى مع رفاقهم الجدد في الجيش إلى أجواء الجامعات والمعاهد والمؤسسات العليا بالمغرب، من خلال ترسبات ومخلفات الاستعمار الفرنسي للبلاد الذي دام سنوات عديدة إلى حدود 1956، السنة التي حصل فيها المغرب على الاستقلال، فظلت بعض ممارسات “البيزوطاج” في هذه الجامعات؛ لكنها انحرفت وعرفت تجاوزات سلوكية وأخلاقية خطيرة، أخرجت غاية “البيزوطاج” من حدودها وغاياتها المُسطرة.
وحسب مصادر مطلعة على ما جرى بالمدرسة العليا للمعادن بالرباط، فـ”الأمر تعلق برفض فتاة التحقت بالمدرسة أن تتعرض لممارسات مهينة تحت مسمى “البيزوطاج”، لتلجأ إلى أختها من أجل المساندة، لتنهال فتيات وشبان بالضرب والسحل على الأخت الملتحقة بشكل هيستيري، مع ألفاظ نابية وعنصرية بحكم تحدرهما من منطقة الريف، تحت مسامع باقي الطلاب الذين ظلوا مكتوفي الأيدي”.
وأضافت المصادر أن “الأخت فقدت هاتفها ومحفظة النقود، وقد تطور الأمر ووصل إلى وضع شكاية رسمية لدى مركز الشرطة بحي أكدال، فيما خرجت الشابة المتضررة من المستشفى بعد أن رقدت فيه ليومين”.