أنا الخبر | Analkhabar
يبدو أن شهر العسل بين الجزائر وتونس لن يدوم طويلا، بسبب الغضب الشعبي التونسي المتزايد، على طبيعة العلاقة التي باتت تجمع بين النظامي الحاكمين في البلدين الجارين.
فبعد القرار المهزلة الصادر عن وزير الداخلية التونسي القاضي بمنع حجز السيارات ذات الترقيم الجزائري وإن خالفت القانون، وما صاحب ذلك من غضب شعبي تونسي، جاءت تصريحات خبير جزائري معروف لتزيد الطين بلة، بعدما قال أن بلاده تعتبر تونس إحدى “الولايات” التابعة لها.
التصريح المهين جاء خلال استضافة في قناة “سكاي نيوز عربية” للخبير الاقتصادي الجزائري الهواري تيغرسي، للتعليق على قرار إعادة فتح الحدود بين البلدين، حيث اكد هذا الأخير أن السلطات الجزائرية تعتبر تونس الشقيقة الصغرى، قبل أن يضيف “لنقلها بصراحة: تُعتبر تونس ولاية جزائرية مهمة جدا”.
وأثار هذا التصريح، وفق “أخبارنا”، موجة استنكار واسعة على مواقع التواصل في تونس، حيث حيث رد عليه البعض باستعراض تاريخ البلد “من الدولة القرطاجية التي عاصمتها قرطاج في تونس والتي حكمت سواحل المتوسط حتى إسبانيا وانتم (في إشارة للجزائر) كنتم تابعون لنا، وهناك مقاطعة أفريكا البروقنصلية في العهد الروماني، ونوميديا التي تفتخرون بها عاصمتها ماسينيسا (الكاف في تونس)، وفي العهد البيزنطي هناك مقاطعة إفريقيا عاصمتها قرطاجنة وانتم تابعون لها، وفي العهد الإسلامي كانت القيروان رابعة الثلاث عاصمة كل المغرب الإسلامي، بما فيها انتم، وكنتم خاضعون لسلطتنا، وثم في عهد الدولة الأغلبية وعاصمتها القيروان، كان أكثر من نصف مساحة الجزائر الحالية يخضع لسلطة أمير القيروان”.
وكتب ناشط مغربي بقوله “سبق أن قلنا أن الجزائر لا تريد علاقات طبيعية مع دول شمال إفريقيا، بل تتصرف معها بمنطق الوصاية والإخضاع والتبعية والإذلال، وهذا لب مشكلتها مع المغرب!”.
وعلّق معارض جزائري بقوله “هذه وقاحة! تونس دولة ذات سيادة وليست ولاية جزائرية. كلام فيه إساءة كبيرة للجيران! لكن هذه التصريحات ليست غريبة عمن يتملق لنظام الحكم في الجزائر. وهذا يسيء للجزائريين أيضا. تونس بلد عريق ويجب احترامه”.