المصدر: الأسبوع
استغرب العديد من المراقبين الأوضاع بين المغرب وإسبانيا، خاصة حول فتح الحدود الاستعمارية بين الدولتين، والتي تعرض بسببها سكان المدينتين المحتلتين، سبتة ومليلية، لحصار أضر بهم بشكل كبير بعدما كانوا يلجئون لوطنهم الأم كل نهاية أسبوع لزيارة عائلاتهم والترفيه عن أنفسهم، فبعد الاتصالات التي جرت بين وزير الخارجية الإسباني ونظيره المغربي الأسبوع الماضي، كانت الغاية منها تثمين العلاقات بين الدولتين، سواء في المجال الأمني أو الاقتصادي بعيدا عن الحديث عن فتح الحدود بين البلدين، بعد هذا الاتصال، قامت وزارة الدفاع الإسبانية بنشر سفن عسكرية صباح يوم الجمعة 4 شتنبر الجاري، على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، وذلك من أجل مراقبة حدود مضيق جبل طارق وسبتة ومليلية وصولا إلى بحر قادس، من أجل تنفيذ عمليات أمنية والتصدي ومنع الأنشطة غير الشرعية، وتأمين المنطقة من المهاجرين غير الشرعيين وأباطرة المخدرات، زيادة على مراقبة قوارب الصيد واليخوت الترفيهية.
وقد أطلق على هذه العملية التي تقودها “قرطاجنة P 41” اسم “صاعقة البرق”، حيث عوضت فرق الحرس المدني الموكل لها أمر مراقبة المياه المذكورة، لكنها حسب العديد من المتتبعين، فشلت في التصدي للعديد من عمليات تهريب المخدرات والهجرة السرية.
وسبق لهذه “القرطاجنة” أن شاركت في عملية حراسة أمن البحر التابع لمنظمة حلف شمال الأطلسي “الناتو”، والتي جرت في البحر الأبيض المتوسط في يوليوز 2016 وتوقفت في نونبر من نفس العام.
وحسب مصادر “الأسبوع”، فإن تواجد سفينة حربية على مشارف المياه المغربية، يشكل خطرا على الأمن المعلوماتي للمغرب، نظرا لكون هذه السفينة جد متطورة في مجال المراقبة والتجسس وأشياء أخرى لا يعلمها إلا العارفون بالمجال العسكري البحري.
ويأتي هذا التصرف، بعد زيارة السفير الفرنسي بمدريد لمدينة سبتة المحتلة خلال الأسبوعين الماضيين، حيث أكد على دعم فرنسا لحكومة سبتة وإعادة فتح قنصلية شرفية لبلاده بالمدينة، فيما التزمت الخارجية المغربية الصمت في هذه القضية ولم تصدر أي بلاغ استنكاري أو توضيحي للرأي العام الذي يعيش حالة قلق إزاء التطورات التي تحدث بالثغرين المحتلين سبتة ومليلية، بسبب حرمان المئات من الأسر من عائلاتهم.