في تطور لافت، تسلّم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم الخميس، رسالة خطية من الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، ولم يتم الكشف عن فحوى الرسالة من قبل وسائل إعلام البلدين، لكنها تأتي في فترة تشهد تقارباً ملحوظاً بين الرباط ونواكشوط، وصل إلى حد الاتفاق على مشاريع استراتيجية مشتركة في الأقاليم الصحراوية جنوب المغرب.

تفاصيل اللقاء

أعلنت الرئاسة الجزائرية أن الرئيس الجزائري استقبل المبعوث الخاص للرئيس الموريتاني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، محمد سالم ولد مرزوك، الذي سلمه الرسالة. وحضر اللقاء مسؤولون جزائريون رفيعون، منهم مدير ديوان رئاسة الجمهورية، ووزير الخارجية.

476425599 1037332248430237 6343378352310329036 n e1738873021299

غموض يحيط بمضمون رسالة الرئيس الجزائري

لم يتم الكشف عن تفاصيل الرسالة، لكن وزير الخارجية الموريتاني صرح عقب اللقاء بأنها تأتي في إطار التشاور الدائم بين البلدين حول القضايا الثنائية، والتعاون الذي شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى التشاور حول قضايا الأمة العربية والإسلامية، في ظل التوترات الدولية الحالية.

وأشار الوزير الموريتاني إلى أن الرئيس الجزائري أكد على أهمية التشاور بين البلدين، نظراً للعلاقات التاريخية والجغرافية والثقافية التي تربطهما. كما أعرب عن شكره للرئيس تبون على زيارته الأخيرة لموريتانيا وحضوره مؤتمراً حول الشباب والتربية والتشغيل.

زيارة تبون لموريتانيا: هل كانت لأغراض أخرى؟

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الجزائري كان قد قام بزيارة إلى نواكشوط في ديسمبر 2024، وهي الأولى من نوعها لرئيس جزائري منذ 37 عاماً. ورغم أن الزيارة كانت لحضور مؤتمر، إلا أن البعض رأى أن المؤتمر لم يكن بالحجم الذي يستدعي زيارة رئيس دولة، مما أثار تساؤلات حول أهداف الزيارة الحقيقية.

التقارب بين الرباط ونواكشوط يقلق الجزائر

تأتي هذه التطورات في ظل تقارب ملحوظ بين المغرب وموريتانيا، حيث قام الرئيس الموريتاني بزيارة إلى الرباط بعد أيام قليلة من لقائه بالرئيس تبون. وخلال هذه الزيارة، اتفق الرئيسان على تطوير مشاريع استراتيجية مشتركة، منها مشاريع للربط بين البلدين، وتنسيق الجهود في إطار المبادرات الملكية في إفريقيا، مثل أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي ومبادرة تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.

موقف موريتانيا من الصحراء

يعتبر انخراط موريتانيا في هذه المشاريع تحولاً نوعياً في موقفها من قضية الصحراء، حيث يعني ضمناً اعترافها بالحدود البرية مع المغرب. ورغم أن نواكشوط لم تتراجع عن اعترافها بـ “البوليساريو”، إلا أنها تتبنى موقف “الحياد الإيجابي”، حسب تعبير الرئيس الغزواني.

الجزائر تستشعر التغيير في الموقف الموريتاني

يبدو أن الجزائر بدأت تستشعر هذا التغيير في الموقف الموريتاني منذ أشهر، حيث سبق للرئيس الغزواني أن أرسل رسالة إلى الرئيس تبون في أكتوبر 2024، تم تسليمها من قبل رئيس أركان الجيش الجزائري.

مشاريع مشتركة تتجاوز المصالح الجزائرية

يشهد التعاون بين الرباط ونواكشوط تطوراً ملحوظاً في مختلف المجالات، حيث تم توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم لتطوير الشراكة في قطاعات مختلفة، مثل الطاقة والبنية التحتية. هذه المشاريع تتجاوز المصالح الجزائرية في المنطقة، حيث تسعى موريتانيا إلى الاستفادة من المشاريع المستقبلية التي قد تغير وجه المنطقة اقتصادياً واجتماعياً.

مشاريع في قلب الصحراء

من بين المشاريع الهامة التي يتم العمل عليها، مشروع تطوير الواجهة الساحلية الأطلسية من الداخلة إلى نواكشوط، ومشروع الربط الكهربائي بين المغرب وموريتانيا، بالإضافة إلى مشروع الطريق البري الثاني بين البلدين. هذه المشاريع تعني أن المغرب وموريتانيا سيعملان معاً بشكل وثيق، دون الأخذ بعين الاعتبار مطامع الجزائر و “البوليساريو” في الصحراء.

إقرأ أيضا

اترك تعليقاً

إعلان مدفوع