رئيس تونسي سابق يفجر حقائق خطيرة حول نية الجزائر في المنطقة وفي التفاصيل،
أكد الرئيس التونسي الأسبق، منصف المرزوقي، أن النظام الجزائري يقف عائقًا أمام أي تقارب بين شعوب المنطقة المغاربية، مشيرًا إلى أنه خلال فترة ولايته قدم مبادرة تهدف إلى تعزيز الروابط بين دول المغرب الكبير، لكنها لم تلقَ قبولًا من الجزائر رغم تأييد المغرب وموريتانيا وليبيا.
وأوضح المرزوقي، في حديثه لقناة “المغاربية”، أن المبادرة كانت تهدف إلى تجاوز الخلافات السياسية، خاصة قضية الصحراء، وتأجيلها إلى حين إيجاد حل توافقي، غير أن الجزائر تمسكت بموقفها بضرورة حل هذا الملف أولًا، مما أدى إلى عرقلة المشروع وإفشاله رغم الجهود التي بُذلت لتحقيقه.
وأضاف أن المبادرة كانت تقوم على خمسة محاور أساسية تعزز حرية التنقل والتملك والإقامة والعمل والمشاركة السياسية داخل الفضاء المغاربي، ما كان من شأنه تسهيل التكامل بين شعوب المنطقة، غير أن غياب التوافق السياسي حال دون ذلك.
كما أشار المرزوقي إلى أن ضعف الاندماج المغاربي يُعد من المفارقات غير المنطقية في العالم اليوم، حيث نجحت معظم المناطق في تحقيق مستويات مختلفة من الوحدة والتعاون، في حين بقي المغرب الكبير متأخرًا بسبب الخلافات السياسية.
وفي سياق آخر، تطرق المرزوقي إلى الأزمة الدبلوماسية بين تونس والمغرب، مشددًا على أن السياسة التونسية تقليديًا كانت تقوم على الحياد الإيجابي في الصراع بين المغرب والجزائر، وهو النهج الذي اتبعه بورقيبة ثم بن علي، قبل أن يتم تغييره في عهد الرئيس الحالي قيس سعيد، مما زاد من تعقيد العلاقات الإقليمية.
وأشار إلى أن تونس قد تعود إلى موقفها التقليدي المتوازن في المستقبل، معتبرًا أن الأزمة الحالية مع المغرب سببها قرارات فردية من القيادة التونسية الحالية، وليست تعبيرًا عن توجه دائم للدولة التونسية.