أنا الخبر ـ متابعة
بالرغم من شهادة رئيس بعثة المينورسو ألكسندر إيفانكو بأن المغرب يواصل التزامه بوقف إطلاق النار وتعاونه التام مع البعثة من أجل القيام بمهامها، إلا أن رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق سعيد شنقريحة اتهم المغرب بأن له أهداف توسعية.
واعتبر شنقريحة إن “الجزائر بلد يعرف حدوده الترابية بدقة ولا يتطلع أبدا إلى التوسع وراءها، غير أنها ستعرف في حال استدعى الأمر كيف ترد بقوة على كل من تسول له نفسه المساس بحرمة حدودها ووحدتها الترابية والشعبية”، في رسائل مباشرة للمغرب.
وفي السياق ذاته، سبق وأن اتهم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الرباط بأن لها أطماع توسعية في إشارة إلى الصحراء الشرقية التي اقتطعتها فرنسا من المغرب، وذلك خلال لقاء تبون بوزير كاتب الدولة الأمريكي أنطوني بلينكن لدى زيارته للجزائر نهاية مارس الماضي.
مقابل ذلك، شدد سعيد شنقريحة على أن الجزائر “ستعرف في المقابل كيف ترد وبقوة على كل من تسول له نفسه المساس بحرمة حدودها ووحدتها الترابية والشعبية وسيادتها الوطنية”، كما أنها “ستواصل بخطى ثابتة مسارها المظفر ومشروعها الأصيل وهو أن تكون كما تريد هي لنفسها لا كما يراد لها أن تكون”، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الجزائرية.
وأكد شنقريحة، جاهزية الجيش وتنفيذه لبرنامج عصرنة وتجديد قدرات الجيش يجدد قدراته في المعركة بغية التواجد في أحسن ظروف الكفاءة والجاهزية العملياتية، وأبرز أن “هذا البرنامج الذي يعتزم الجيش تجسيده على أرض الواقع ينبثق من قناعة راسخة أن الجزائر أكبر من مجرد رقعة جغرافية وإنما هي وجود حضاري ضاربة جذورها في أعماق التاريخ وبلد يعرف حدوده الترابية بدقة ولا يتطلع أبدا إلى التوسع وراءها لأن عقيدته دفاعية بالأساس”.
جدير بالذكر أنه بالرغم من اتهامات شنقريحة وتبون، فإنه ومنذ وقف إطلاق النار في شتنبر 1991، انسحبت القوات المسلحة الملكية خلف الجدار الأمني لتمكين الأمم المتحدة من إقامة منظومتها الخاصة بمراقبة وقف إطلاق النار، فتم جعل المساحة الممتدة شرق الجدار الرملي إلى الحدود الدولية تحت المسؤولية الحصرية لقوات الأمم المتحدة (المينورسو)، التي تم تأسيسها بقرار أممي رقم 690، بتاريخ 24 أبريل 1991، ويوجد مكتبها المركزي في مدينة العيون، وتتولى مهمة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، ولديها 9 مراكز للمراقبة في المنطقة العازلة وغرب الجدار الرملي.
وتبقى المنطقة العازلة الموجودة شرق الجدار الرملي خاضعة للسيادة المغربية بخلاف ما تدعيه “البوليساريو” من أنها أراضي محررة، لأن الجدار الذي شيد على مسافة تبلغ 2500 كلم لم يكن حدودا للمغرب، وإنما تم جعل المنطقة الموجودة شرق الجدار “منطقة عازلة” بهدف تيسير تطبيق مقتضيات وقف إطلاق النار من طرف بعثة المينورسو، على أساس أن تخلو المنطقة من كل العناصر المسلحة من الطرفين، لذلك يعتبر دخول البوليساريو إلى منطقة المحبس وقيامها ببناء منشآت عسكرية وإدارية في كل من بئر لحلو وتيفاريتي خرقا للاتفاق العسكري رقم 1 الملحق باتفاق وقف إطلاق النار لسنة 1991.