أنا الخبر ـ متابعة
طالب رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق السعيد شنقريحة، من القوات الجزائرية المنتمية للناحية العسكرية الثالثة المقابلة للحدود المغربية، بضرورة ” التحلي بأقصى درجات اليقظة والحيطة والحذر لمواجهة كافة التحديات الأمنية على مستوى هذه الناحية الحساسة”.
وجاء هذا الكلام من شنقريحة، وفق وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، خلال زيارة العمل والتفتيش التي قام بها إلى القطاع العملياتي الأوسط بالناحية العسكرية الثالثة أمس الخميس كما كتبت “الصحيفة”، حيث التقى بعناصر الجيش الجزائري في هذه الناحية التي يوجد مقرها في بشار وتنمي إلى مناطق من بينها تندوف وأدرار.
وتُعتبر هذه المنطقة “حساسة” من الناحية الأمنية، حيث تقع على مقربة من منطقة تندوف التي يوجد فيها مقر جبهة “البوليساريو” الانفصالية، وتنطلق مليشيات الجبهة منها للدخول إلى الصحراء المغربية من أجل تنفيذ عمليات عكسرية ضد القوات المغربية، التي بدورها، أي القوات المغربية، تتواجد على مقربة من الحدود الجزائرية للدفاع عن الصحراء.
وحسب متتبعين، فإن شنقريحة يجدد بهذه التصريحات، نبرة الشك والمخاوف في المنطقة، من أجل الاستهلاك الداخلي، بالرغم من أن المغرب لم يسبق أن شكل تهديدا للحدود الجغرافية الجزائرية، في الوقت الذي تواصل الجزائر تقديم الدعم والمساندة لجبهة “الانفصالية للقيام بعمليات عكسرية داخل الحدود المغربية.
ويضيف هؤلاء، أن قادة الجيش الجزائري، دائما تعتريهم الريبة من جهة المغرب، منذ عقود مضت، وهي ريبة يرجع أساسها إلى الدعم الذي يقدمونه إلى مليشيات “البوليساريو” واحتضانهم لهم، وبالتالي تخشى الجزائر من أي رد فعل عسكري مغربي، خاصة أن شنقريحة سبق أن صرح بأن الرباط لها “نوايا توسعية” في المنطقة.
وما يشير إلى المخاوف والقلاقل الجزائر تجاه المغرب، هو إنشاء الجيش الجزائري لناحيتين عسكريتين اثنين على مقربة من الحدود المغربية، حيث توجد الناحية العسكرية الثانية في الشمال الغربي للجزائر، في حين أن الناحية الثالثة تقع في الجنوب الغربي للبلاد بالقرب من تندوف وقبالة الحدود المغربية أيضا.
وعرفت العلاقات المغربية، منذ تولي عبد المجيد تبون رئاسة البلاد خلفا للراحل عبد العزيز بوتفليقة، تصعيدا كبيرا في التوترات والخلافات الثنائية بين الطرفين، وقد وصلت إلى مرحلة إعلان الجزائر قطع جميع العلاقات الديبلوماسية مع الرباط في العام الماضي.
وتبقى قضية الصحراء أساس الخلافات بين البلدين، حيث يطالب المغرب باحترام حدوده الجغرافية الكاملة بما فيها الصحراء، في حين تقف الجزائر إلى جانب “البوليساريو” التي تطالب باستقلال الصحراء عن المغرب.