المصدر: الصحيفة
حقق المغرب العديد من المكاسب الملموسة من خلال المؤتمر الوزاري الذي نظمه بشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية، الجمعة، من أجل دعم مبادرة الحكم الذاتي لمنطقة الصحراء تحت السيادة المغربية، وعلى رأس تلك المكاسب إجماع 40 دولة على الخيار الذي تطرحه الرباط كحل نهائي ووحيد للقضية، وهو الأمر الذي أفضى، ضمنيا، لوضعها في موقف قوة داخل الاتحاد الإفريقي لتمرير مقترحها بشطب عضوية ما تسمى “الجمهورية العربية الصحراوية”.
فعلى المستوى الإفريقي استطاع المغرب كسب دعم علني من دول أخرى في القارة السمراء لا تملك إلى حدود الآن تمثيلية قنصلية في إحدى مدن الأقاليم الصحراوية، ويتعلق الأمر بكل من مصر والسنغال وملاوي والبنين والطوغو، التي حضرت المؤتمر إلى جانب دول أخرى سبق أن فتحت قنصليات لها في العيون أو الداخلة، ما يعني أن المغرب جلب دولا أخرى إلى صفه استعدادا لخوض معركة طرد جبهة “البوليساريو” من منظمة الاتحاد الإفريقي.
ويُنتظر أن يحدث انضمام السنغال ومصر تحديدا إلى الركب الداعم لمقترح الحكم الذاتي كحل أوحد لملف الصحراء، تأثيرا كبيرا على موازين القوى داخل المنظمة الإفريقية لتمكين الرباط من جمع أغلبية الثلثين، أي 38 دولة، التي تسمح لها باقتراح تغييرات على مواد الاتحاد الإفريقي تتمثل في إضافة بند يتيح طرد أحد الأعضاء، وذلك خلال انعقاد القمة المقبلة في أديس أبابا يوم 21 فبراير المقبل، ما يمهد لطرد “البوليساريو” من المنظمة.
ولدى دكار، الحليف التاريخي للرباط، ثقل كبير داخل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا التي تملك مصالح اقتصادية كبيرة مع المغرب، آخرها تبني مشروع أنبوب الغاز الطبيعي الموجه لأوروبا المتفق عليه بين المملكة ونيجيريا، أما مصر فتعد القوة العسكرية الأولى في القارة، وصاحب التأثير الكبير في دواليب المنظمة الإفريقية، وكان المغرب حذرا من مواقفها المتقلبة بخصوص قضية الصحراء التي لم يكن يطبعها الحسم النهائي إلى غاية مشاركتها في مؤتمر أمس.
وينتظر أن تنضم لركب هذه دول إفريقيا أخرى ذات ثقل كبير داخل القارة، وفي مقدمتها نيجيريا الذي بدأت مواقفها المناوئة للوحدة الترابية للمغرب تتراجع أمام مد المصالح المشتركة، خاصة الاقتصادية، التي تربطها بالمغرب، لتخرج عمليا من الثالوث الذي كانت تشكله مع جنوب إفريقيا والجزائر، هذه الأخيرة التي تعي جدية النوايا المغربية، لذلك سارع وزير خارجيتها صبري بوقادوم إلى القيام بجولة جنوب القارة لحشد الدعم لصالح جبهة “البوليساريو”.