في خطوة غير مسبوقة على مستوى القارة الأوروبية، قررت أوكرانيا رسميًا إلغاء نظام تغيير التوقيت الصيفي والشتوي بشكل دائم، اعتبارًا من عام 2025، لتصبح بذلك الدولة الوحيدة في أوروبا التي تتخذ هذا القرار الجريء.
ووفقًا لهذا القرار، ستتوقف البلاد عن تقديم وتأخير الساعة كما كان معمولًا به لعقود، وستلتزم بتوقيت أوروبا الوسطى على مدار العام.
استندت الحكومة الأوكرانية في اتخاذ هذا القرار إلى دراسات علمية تؤكد أن تغيير التوقيت الموسمي يؤثر سلبًا على صحة الإنسان، إذ يخل بإيقاع الساعة البيولوجية، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية، وزيادة الإرهاق، وتفاقم بعض الأمراض المزمنة.
وفي هذا السياق، أكدت النائبة في البرلمان الأوكراني، فيرجوفنا رادا، أن “التغيير المستمر في التوقيت يؤثر سلبًا على صحة الأوكرانيين وإنتاجيتهم، وقد حان الوقت لإنهاء هذه العادة الضارة”.
لكن وراء هذا القرار أبعاد أخرى تتجاوز الجوانب الصحية، إذ يرى محللون أنه يحمل دلالات جيوسياسية، حيث تسعى أوكرانيا إلى توحيد توقيتها مع موسكو في ظل استمرار التوترات مع روسيا.
التوقيت الصيفي.. موجة من الجدل
وقد أثار القرار موجة من الجدل في الأوساط الأوروبية، حيث تراقب دول الاتحاد الأوروبي هذه الخطوة باهتمام. وعلى الرغم من أن البرلمان الأوروبي صوّت عام 2019 لصالح إنهاء تغيير التوقيت الموسمي، إلا أن القرار لم يُنفذ بعد، مما يجعل أوكرانيا سابقة في تطبيقه، وهو ما قد يدفع دولًا أوروبية أخرى إلى إعادة التفكير في الأمر.
غير أن هذا التحول لن يكون خاليًا من التحديات، خاصة في قطاعي النقل والتجارة، حيث ستضطر شركات الطيران والسكك الحديدية والخدمات اللوجستية إلى إعادة ضبط جداولها لتتوافق مع التوقيت الأوكراني الدائم، مما قد يؤدي إلى تعقيد بعض العمليات.
ورغم هذه العقبات، فإن الحكومة الأوكرانية تؤمن بأن فوائد القرار تفوق أضراره، متوقعة أن يسهم في تحسين الإنتاجية، وتعزيز الاستقرار، ورفع جودة الحياة للمواطنين.