بقلم: جعفر الحر
منذ التوقيع على توقيع الإعلان الثلاثي المشترك بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة، في ديسمبر 2020، والذي مهد لاستئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل، وفرائس النظام العسكري في الجزائر ترتعد خوفا ورعبا بالرغم من تأكيد الدولتين (المغرب وإسرائيل) أن علاقاتهما عادية كأي دولتين تنشدان التقارب وتحسين تعاونهما من أجل مصلحة شعبيهما، وغير موجهة ضد أي طرف في العالم، وهو حق ثابت لكل دولة أن تختار شركاءها.
لكن دولة القوة الضاربة “اللي فيها الفز ووحدها كتقفز”، رأت في الاتفاق عدوانا مباشرا عليها ومحاولة لتحجيم دورها الكبير في المنطقة والعالم بأسره باعتبارها قوة دولية يضبط العالم عقاربه على توقيتها المحلي والكل يأتمر بأمرها، وأن الدولتين العدوتين قد تحالفا ضدها بعدما ضاقا درعا بضرباتها القوية، وخافا أن تمسح وجودهما من على سطح الكرة الأرضية.
مما يخاف نظام العسكر في الجزائر؟ هل من المغرب الذي يكن له حقدا مزمنا منذ حرب الرمال ويحاول جاهدا حصاره عبر شراء ذمم بعض الدول؟ أم من اسرائيل التي تبعد عنه مئات الكيلومترات ويناصبها العداء جهرا في إطار المتاجرة بالقضية الفلسطينية، بينما يتودد لها سرا ويعرض خدماته عليها، وهو ما فضحته شبكة فلسطين للأنباء التي فضحت خبر بعث النظام الجزائري رسالة لإسرائيل عبر الرئيس الفلسطيني عباس أبو مازن يطلب فيها التطبيع المتدرج. أم بالأحرى من الشعب الجزائري الذي ضاق درعا بفسادها؟
لهذا وذاك فقد شنت دولة العسكر حربا ضروسا على الدولتين بتسخير إعلامها من جهة، ودميتها البوليزاريو من جهة أخرى، لإلحاق هزيمة نكراء بهما على وسائل التواصل الاجتماعي، فبعد سلسلة العقوبات التي فرضتها على المغرب من قطع للعلاقات وإغلاق الحدود والأجواء، وقطع الغاز الذي كان يتدفأ يه المغاربة، وهي الإجراءات التي هوت بالمغرب للدرجة الثالثة من قسم الهواة، ودفعتها للاستغاثة بشياطين الإنس والجن لإنقاذها، “شر البلية ما يضحك”.
واحترفت القوة الضاربة كذلك الكذب ونشر العنتريات المزيفة والانتصارات الوهمية مثل هجمات شرذمة البوليساريو على المغرب والتي صدر بصددها مئات البيانات العسكرية، وترويجها لانتصارات تاريخية هي أقرب للأساطير مثل تأديبها لإسرائيل في حرب أكتوبر واسترجاعها لسيناء المصرية بالرغم من أن مصر نفسها تؤكد أن الجزائر لم تشارك في الحرب، وكذا انتصارها في حرب الرمال وتركيع المغرب رغم أن رئيسها بن بلة اعترف بالهزيمة وخلدها بمقولة “حكرونا المراركة”.
يبدو أن نظام العسكر خائف على بقاءه في الحكم ضدا على رغبة الشعب ويحاول الهروب إلى الأمام من خلال اختلاق أعداء وهميين لتخويف المواطنين، والترويج لمعارك مصطنعة، وهو ما يفسر مناشدته لهم وباستمرار الالتفاف حول الجيش صاحب المليون ونصف كذبة، ويكثر من الاستعراضات العسكرية والبيانات الحارقة والتهديدات المدمرة والوعيد بالانتقام والتدمير، ظانا أن ذلك سيصرف المواطنين عن مطالب الحراك الشعبي الذي لم تخفت ناره بعد.